عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: “”كانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا على جُذُوعٍ مِن نَخْلٍ، فَكانَ النبيُّ ﷺ إذا خَطَبَ يَقُومُ إلى جِذْعٍ منها، فَلَمّا صُنِعَ له المِنْبَرُ وكانَ عليه، فَسَمِعْنا لِذلكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشارِ، حتّى جاءَ النبيُّ ﷺ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْها فَسَكَنَتْ”” (صحيح البخاري ٣٥٨٥).
في هذا الحديثِ مُعجزةٌ مِن مُعجزاتِه ﷺ وهي حَنينُ الجِذْعِ إليه؛ فإنَّه ﷺ كان مَسجِدُه مسقوفًا على جُذوعٍ منَ نَخْلٍ، وكان إذا خَطَبَ يقف على جِذعِ نخلٍ منها، فلمّا صُنِعَ له المِنْبَرُ، وقام عليه للخطبة؛ سَمِعَ الصَّحابةُ لذلك الجِذْعِ الَّذي كان النَّبيُّ ﷺ يَقِفُ عليه صوتًا كصَوتِ النّاقَةُ الَّتي بَلَغَتْ في حَملِها الشَّهرَ العاشرَ، وهو صَوتٌ كَصوتِ الحَنينِ والحُزنِ، فَجاءَ النَّبيُّ ﷺ فوَضَعَ يَدَه عليه فَسَكَتَ الصَّوتُ.