حوت العنبر الذي أخرجه الله للصحابة من البحر
كان الصحابة رضي الله عنهم في سَرِيّة من السرايا (السَرِيّة: جيشٌ صغير) وكان أميرُهم في تلك السَريّة الصحابيَ الجليلَ أبا عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه.
فلمّا خرجوا من المدينة، ومشوا أيامًا أصابهم جوعٌ وضعفٌ شديد، فلمّا وصلوا الساحل ألقى لهم موج البحر حوتًا عظيمًا يُقال له العَنبر، فأخذوه فأكلوا من لحمه وأدّهنوا من شحمه حتّى رجعتْ إليهم قوّتهم.
ثْمّ إنّ أبا عُبيدة وأصحابه أخذوا يعجبون مِنْ ضخامة هذا الحوت، فأخذوا ضِلعًا من أضلاعه فنصبوه كالقوس، وركب أحد الصحابة جملًا فمرّ من تحته، وفرّغوا عينه ودخل فيها ثلاثة عشر رجلًا فوسعتهم! وكان ذلك مصدر رِزق وعَجَب ومتعة للصحابة رضي الله عنهم.
فلمّا رجعوا إلى المدينة جاءوا إلى النبي ﷺ فأخبروه، وسألوه عن حُكم أكل لحم ذلك الحوت، وذكروا له أنّهم كانوا مضطرّين إليه بسبب الجوع، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: (هو رزقٌ أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيءٌ فتُطعِمونا؟) قالوا نعم، فأرسلوا إليه، فأكل منه. (صحيح مسلم ١٩٣٥)