حقيقة الشرك الأصغر وحكمه

الشرك الأصغر لا يَخْرُج به العبدُ من الإسلام، ويستحق به الوعيد والعذاب دون الخلود في النار، وهو مُحبِط للعمل الذي اقترن به، وصاحبه تحت المشيئة؛ إن شاء الله عذَّبه، وإن شاء عفا عنه.
والشرك الأصغر هو ما جاء في النصوص الشرعية أنه شرك، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر؛ ولكنه يعتبر من الوسائل الموصلة إلى الشرك الأكبر.
ومن ذلك:
1- الحلف بغير الله تعالى.
2- يسير الرياء في العبادة.
3- قول الرجل: “”ما شاء الله وشئت”” أو: “”هذا من الله ومنك”” أو: “”أنا بالله وبك””، أو: “”توكلت على الله وعليك””، أو: “”لولا أنت لم يكن كذا وكذا””، وغير ذلك من الألفاظ.

ما حكم الحلف بالكعبة؟

عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلاً يَحْلِفُ لاَ وَالْكَعْبَةِ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ) (أخرجه أبو داود 3251، وصححه الألباني).
قال المناوي: “”أي فعَل فِعْل أهل الشرك أو تشبَّه بهم؛ إذ كانت أيمانهم بآبائهم وما يعبدون من دون اللّه، أو فقد أشرك في تعظيم مَن لم يكن أن يعظّمه؛ لأن الأيْمَان لا تصلح إلا باللّه؛ فالحالف بغيره مُعظِّم غيره مما ليس له؛ فهو يشرك غير اللّه في تعظيمه”” (التيسير بشرح الجامع الصغير 2/802).
ولذا لا يجوز الحلف بالنبي ﷺ، ولا بالكعبة، ولا بالأمانة، ولا برأس فلان، ولا برحمة فلان، ولا بجاه فلان الولي، ولا بقبر فلان.

حديث في نهي الله عن الحلف بالأب

قال النبي ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ؛ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ) (صحيح البخاري 5757).
الحَلِف بغير الله من آفات اللسان التي يجب على المسلم التخلُّص منها؛ وذلك لأنَّ الحَلِف نوعٌ من التعظيم لا ينبغي صرفه إلاَّ لله عزَّ وجل، فلا يجوز الحلف بمخلوق كائنًا من كان.

التحذير من كبائر اللسان

قال رسول الله ﷺ: “”مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ”” (صحيح البخاري 5754)

أعمال تنافي تعظيم الله في وسائل التواصل

صورة بارزة لمقال أعمال تنافي تعظيم الله في وسائل التواصل الاجتماعي

مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت بعض التصرفات التي تنافي تعظيم الله، وربما يدفع إليها حُسن النية، والرغبة في نشر الخير. دعونا نتعرف على بعض هذه التصرفات.