أجر اتباع الجنائز والصلاة عليها

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من اتبع جنازة مسلم، إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يُصلَّى عليها ويُفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين؛ كل قيراط مثل أُحُد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تُدفن، فإنه يرجع بقيراط»
إيمانًا واحتسابًا: مؤمنًا بالله قاصدًا رضاه لا يقصد مكافأة ولا مجاملة.

من آداب التعامل مع المسلم فور موته

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ رَسولُ اللهِ ﷺ علَى أَبِي سَلَمَةَ –بعد موته- وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: “إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ؛ فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ” صحيح مسلم 920
وقال رسول الله ﷺ : “إذا حضرتُم موتاكم فأَغمِضوا البصرَ، فإنَّ البصرَ يَتبَعُ الروحَ، وقولوا خيرًا؛ فإنَّ الملائكةَ تؤَمِّنُ على ما يقولُ أهلُ البيتِ” صحيح الجامع: 492

اطلب من أهل الإيمان حضور جنازة مَن تُحب

عن عبدِ اللهِ بنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: “”ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ على جَنازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا، إلّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ”” (صحيح مسلم ٩٤٨).

أهمية اتباع الجنازة حتى الدفن

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “”مَن اتَّبَعَ جِنازةَ مسلمٍ، إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يُصَلَّى عليها ويُفْرَغَ مِن دَفْنِها، فإنه يَرْجِعُ مِن الأجرِ بقيراطين، كلُّ قيراطٍ مثلَ أُحُدٍ، ومَن صلَّى عليها ثم رَجَعَ قبل أن تُدْفَنَ، فإنه يَرْجِعُ بقيراطٍ”” (صحيح البخاري ٤٧).
قال النووي رحمه الله: “”ومقتضى هذا أن القيراطين إنما يحصلان لمن كان معها في جميع الطريق حتى تدفن، فإن صلى مثلا وذهب إلى القبر وحده فحضر الدفن لم يحصل له إلا قيراط واحد”” (فتح الباري 3/234).

يستحب القيام عند رؤية الجنازة

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “”مَرَّتْ بنا جنازةٌ، فقام لها النبيُّ ﷺ وقُمْنَا لهُ، فقلنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّها جنازةُ يهوديٍّ؟ قال: “”إذا رأيتم الجنازةَ فقُوموا”” (صحيح البخاري ١٣١١)
قال ابن حزم رحمه الله: يستحب القيام للجنازة إذا رآها المرء، وإن كانت جنازة كافر؛ حتى توضع أو تخلفه”” (المحلى 3/380).

‏أجر الصلاة على الجنازة واتباعها

‏قال ﷺ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ». قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ» (‏رواه مسلم 945)
‏‏ولما علم ابن عمر بهذا الحديث قال: ‏لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
لا تفوِّت الصلاة على الجنازة إذا استطعت

الملائكة تظل عبد الله بن حرام بعد استشهاده

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى، وَقَدْ مُثِلَ بِهِ، قَالَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ، أَوْ صَائِحَةٍ، فَقَالَ: “” مَنْ هَذِهِ؟ “”. فَقَالُوا: بِنْتُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو. فَقَالَ: “” وَلِمَ تَبْكِي؟ فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ “”. (صحيح البخاري ١٢٩٣)

ما يُفعل بالمُحْرِم إذا مات؟

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ أَوْ قَالَ فَأَوْقَصَتْهُ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “”اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا”” (صحيح البخاري 1206).
(فوقصته) من الوقص وهو كسر العنق ومثله (أوقصته).
(لا تخمروا رأسه) لا تغطوا رأسه.
(ملبيًّا) يقول: لبيك اللهم لبيك؛ على الحالة التي مات عليها وهو محرم.

أخلص لله في سائر عملك

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط» (صحيح البخاري 47).