من آداب وأدعية هبوب الرياح

عن مجاهد – رحمه الله -، قال: هاجت ريحٌ أو هبَّت ريحٌ فسبُّوها؛ فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-:
«لا تسبُّوها، فإنها تجيء بالرحمة وتجيء بالعذاب، ولكن قولوا: اللهم اجعلها رحمةً ولا تجعلها عذابًا». (مصنف ابن أبي شيبة: 28627‏).

دعاء النبي ﷺ عند اشتداد الريح

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: كانَ النَّبيُّ ﷺ إذا اشتدَّتِ الرِّيحُ يقولُ: “”اللَّهمَّ لَقْحًا لا عقيمًا”” (صحيح ابن حبان 1008، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ٢٠٥٨).
قال المناوي: «حاملٌ للماءِ كاللِّقْحةِ مِن الإبلِ، والعَقِيمُ الَّتي لا ماءَ فيها كالعَقِيمِ من الحيوانِ لا وَلَدَ فيها». (فيض القدير 5 /101).
«لَقْحًا»: أي: تحمل المطر والخير لأهل الأرض.
“”عَقِيمًا””: رياح وغبار مؤذٍ بدون مطر.

النهي عن سَبّ الريح

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:
«الرِّيحُ مِن رَوْحِ اللهِ، تَأتي بالرَّحمَةِ، وتَأتي بالعَذابِ، فإذا رأَيتُموها، فلا تَسُبُّوها، وسَلوا اللهَ خَيرَها، واستَعيذوا به مِن شَرِّها». رواه أبو داود (5097)، وصححه الألباني)
«من رَوْح الله»: أي: من رحمة الله بعباده.

دعاء النبي ﷺ إذا عصفت الريح

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ النبيُّ ﷺ إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَها، وَخَيْرَ ما فِيها، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّها، وَشَرِّ ما فِيها، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به، قالَتْ: وإذا تَخَيَّلَتِ السَّماءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عنْه، فَعَرَفْتُ ذلكَ في وَجْهِهِ، قالَتْ عائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: لَعَلَّهُ، يا عائِشَةُ كما قالَ قَوْمُ عادٍ: {فَلَمّا رَأَوْهُ عارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا}[الأحقاف:٢٤]. (صحيح مسلم ٨٩٩).

وما بكم من نعمة فمن الله

عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لَنا رَسولُ اللهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبحِ بِالحُديبيَةِ، عَلى إِثرِ سَماءٍ كانَت منَ اللَّيلةِ، فَلمَّا انصرَفَ النَّبيُّ ﷺ أَقبلَ عَلى النَّاسِ، فَقال: هَل تَدرونَ ماذا قالَ ربُّكم؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أَعلَمُ، قال: أَصبَح مِن عِبادي مُؤمنٌ بي وَكافرٌ، فأمَّا مَن قال: مُطِرْنا بِفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه، فذَلك مُؤمنٌ بي، كافرٌ بِالكَواكبِ، وأمَّا مَن قال: بِنَوءِ كَذا وَكذا، فذَلكَ كافرٌ بي، مُؤمنٌ بِالكَواكبِ”. (صحيح البخاري ١٠٣٨).

الدعاء عند اشتداد المطر والخوف من التأذي منه

كان ﷺ إذا اشتد المطر قال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ». [رواه البخاري: 1014].
(الآكام): التلال والجبال.
(الظراب) الهضاب والمرتفعات الصغيرة