من فضائل أم أيمن رضي الله عنها

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَزُورُهَا. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ﷺ. فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ﷺ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ. فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا. (صحيح مسلم 2454)[/box]

الشرح و الإيضاح

يَحكي أنسٌ رضِي اللهُ عنه أنَّ أبا بكرٍ وعُمَرَ رضِي اللهُ عنهما ذَهبَا بعْدَ وَفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أُمِّ أيمنَ رضِي اللهُ عنها، وهي حَاضِنَةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وَمُربِّيَتِه، وهي أُمُّ أسامةَ بنِ زيدٍ؛ يَزُورانها كما كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَزورُها، فَلمَّا وَصَلَا إليها بَكَتْ، فَسألاها: ما يُبكيكِ؟ أمَا تَعلمِينَ أنَّ ما عِند اللهِ خيرٌ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَأجابَتْ عليهما أَنَّها ما تَبكي لِعدمِ علْمِها بأنَّ ما عندَ اللهِ خيرٌ لِرسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ وذلك لأنَّ هذا الأمرَ ظاهِرٌ، وظُهوره بَاهِرٌ، ولكنَّ سَببَ البُكاءِ هو أنَّ الوحيَ، أي: بِالأحكامِ الإلهيَّةِ السَّماويَّةِ قَدِ انقطَعَ مِنَ السَّماءِ، “فَهَيَّجَتْهُمَا”، أي: فَحملَتْهما على البُكاءِ، فَجعلَا يَبكيانِ معها، وَالبكاءُ بهذا المعنى لا يَنقطعُ إلى آخِرِ الدُّنيا.
في الحديثِ: زِيارَةُ الصَّالحِ لِمَنْ هو دُونَه.
وفيه: زيارةُ الإنسانِ لِمَنْ كان صديقُه يَزورُه مِن بابِ حُسنِ العهدِ وحِفظِ الوُدِّ.
وفيه: البكاءُ حزنًا على فقْدِ العِلْمِ.
وفيه: أنَّ مِن فِعْلِ الصِّحابةِ البكاءَ لِانقطاعِ الوحيِ النَازلِ مِنَ السَّماءِ.
وفيه: أنَّ الإنسانَ قد يَهيجُ له البكاءُ بِبكاءِ أَخيهِ، ولا يكونُ ذلك نَاقصًا مِن إخلاصِه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/17061