من رحمة الله بعباده يوم غزوة أحد

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ } [الأنفال: 11] “أما النعاس فقد أصابهم يوم أُحُد، وأمر ذلك مشهور جدًّا، وأما يوم بدر في هذه الآية الشريفة إنما هي في سياق قصة بدر، وهي دالة على وقوع ذلك أيضًا، وكأن ذلك كان سجية للمؤمنين عند شدة البأس لتكون قلوبهم آمنة مطمئنة بنصر الله، وهذا من فضل الله ورحمته بهم ونعمه عليهم”.[/box]

الشرح والإيضاح

(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ).
أي: واذكُرُوا حينَ ألقى اللهُ تعالى عليكم النُّعاسَ؛ لأجلِ أن تَكونُوا آمنينَ، ليس في قلوبِكم خوفٌ ولا جزعٌ مِن عَدُوِّكم .
وهذا قد وقع يومَ أحدٍ أيضًا، كما قال تعالى: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ…) [آل عمران: 154].
(وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ).
أي: وينزِّل اللهُ تعالى عليكم مِن السَّماءِ مَطرًا؛ ليُطهِّرَكم به مِن الأحداثِ والجَنابات .
(وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ).
أي: وأنزَلَ ذلك المطَرَ؛ ليُذهِبَ عنكم وساوِسَ الشَّيطانِ، وخَواطِرَه السَّيئةَ .
(وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ).
أي: وأنزلَ عليكم المطَرَ؛ لِيُقَوِّيَ قلوبَكم، ويشُدَّها فتثبُتَ، ولا تضطرِبَ بوساوِسِ الشَّيطانِ، وتمتلئَ باليقينِ والنَّصرِ، وتقوَى على الصَّبرِ، والإقدامِ على مُقاتلةِ الأعداءِ .
(وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ).
أي: وأنزل عليكم المطَرَ ليلبِّدَ لكم الأرضَ؛ فتَثبُتَ عليها أرجُلُكم، ولا تغوصَ فيها .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/8/3