علي يتمني أن يلقى الله بمثل عمل عمر

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، قَالَ: فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ ؛ وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: “” جِئْتُ أَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ. وَدَخَلْتُ أَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ. وَخَرَجْتُ أَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ “”. فَإِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو، أَوْ لَأَظُنُّ، أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا. (صحيح مسلم 23879). فَتَكَنَّفَهُ: أحاطوا به من كل جانب. يَرُعْنِي: يفاجئني.[/box]

الشرح والإيضاح

في هذا الحديثِ رَدٌّ على ضَلالِ الشِّيعةِ الرَّوافضِ الَّذين اختَلَقوا الأكاذيبَ وادَّعَوْا حُبَّ عليٍّ وآلِ البيتِ وبُغضَ عُمَرَ وأبي بَكرٍ وأصحابِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ بدَعْوى كُرْهِهم لآلِ البيتِ، وقدْ كَذَبوا وضَلُّوا، فقد كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كالبُنيانِ المرصوصِ يَشُدُّ بعضُه بعضًا، ولو جَرى بينَهم مِثلُ ما جَرى بينَ البَشرِ.
وفي هذا الحديثِ بَيانُ ما كان عليه عليٌّ رضِي اللهُ عنه مِن حِفْظِ حقِّ عُمَرَ ومَعرِفَةِ فَضلِه، فإنَّه كما يَروِي ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما جاءَ وهو واقفٌ على عُمَرَ، وقد وُضِعَ على سَريرِه، أي: على نَعشِه فوَضَعَ مِرفَقَه على كَتِفِه، وقال: رَحِمك اللهُ؛ إنِّي كنتُ لأرجو أن يَجعَلَك اللهُ مع صاحِبيك، يعني: كُنتُ أَتوَقَّعُ أن تُدفَنَ مع صاحِبيك: النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بَكرٍ رضِي اللهُ عنه؛ لأنِّي كثيرًا ممَّا كُنتُ أَسمعُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: «كنتُ وأبو بكرٍ وعُمَرُ، وفَعلتُ وأبو بكرٍ وعُمرُ، وانطلقتُ وأبو بكرٍ وعُمَرُ»، فإنِّي كُنتُ لأَرجو أنْ يَجعَلَك اللهُ معهما، يَعني: كُنتُ أظُنُّ ذلك لمُلازمتِك لهما في حَياتِهما.
فرَضِي اللهُ عن عُمَرَ وأبي بكرٍ وعليٍّ وآلِ البيتِ وسائرِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واللَّهمَّ اجَعَلْنا معهم في جنَّتِك بلُطفِك ورَحمَتِك يا أرحمَ الرَّاحمين.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/16031