الإخلاص سبب قبول الأعمال

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]الأعمال تبع للنية، وإن كان العمل موافقًا للشرع فإنه لا يكفي حتى يكون مقبولاً، فلا بد مع ذلك من إخلاص العمل لله تعالى، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110].[/box]

الشرح والإيضاح

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ).
أي: قُلْ -يا مُحمَّدُ- للمُشرِكينَ المكَذِّبينَ برِسالتِك (17) : إنَّما أنا بشَرٌ مِثلُكم مِن بني آدَمَ، لا عِلمَ لي بالغَيبِ إلَّا ما عَلَّمَني ربِّي، وقد أوحى إليَّ بأنْ أُبلِّغَكم أنَّ مَعبودَكم الذي يستَحِقُّ العبادةَ واحدٌ لا شريكَ له .
فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا.
أي: فمَن كان يرجو رُؤيةَ اللهِ في الآخرةِ، وثوابَه، ويخشَى عِقابَه؛ فلْيَعمَلْ في الدُّنيا عَمَلًا صالِحًا خالِصًا لله، مُوافِقًا لِشَرعِه .
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
أي: لا يعبُدْ معَ اللهِ غيرَه ولا يُراءِ في عبادةِ اللهِ أحدًا مِن الخَلقِ، بل يَجعَل عبادتَه خالِصةً لله وَحدَه لا شَريكَ له .
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشُّرَكاءِ عن الشِّركِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشرَكَ فيه معيَ غيري، تَرَكتُه وشِرْكَه)) .
وعن أبي هُريرةَ رضِيَ الله عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضى يومَ القيامةِ عليه رجُلٌ استُشهِد، فأُتيَ به، فعرَّفه نِعَمَه فعَرَفَها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: قاتَلتُ فيك حتى استُشهِدتُ، قال: كَذَبتَ، ولكِنَّك قاتَلْتَ؛ لِأن يُقالَ: جريءٌ، فقد قيل، ثمَّ أُمِر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النَّارِ! ورجلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمَه، وقرأ القُرآنَ، فأُتيَ به، فعرَّفه نِعَمه فعَرَفَها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعَلَّمتُه، وقرأتُ فيك القُرآنَ، قال: كَذبْتَ، ولكنَّك تعَلَّمتَ العِلمَ؛ لِيُقالَ: عالمٌ، وقرأتَ القُرآنَ؛ لِيُقال: هو قارئٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فسُحِب على وجهِه، حتى أُلقيَ في النَّارِ! ورجلٌ وسَّع اللهُ عليه، وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كُلِّه، فأُتيَ به، فعرَّفه نِعَمَه فعَرَفَها، قال: فما عَمِلْتَ فيها؟ قال: ما تركتُ مِن سَبيلٍ تحِبُّ أن يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لك، قال: كذبْتَ، ولكِنَّك فعَلْتَ؛ ليقالُ: هو جَوادٌ، فقد قيل، ثمَّ أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه، ثم أُلقيَ في النَّارِ!)) .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/18/27