وصف مختصر عجيب لحجة النبي ﷺ

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ لَا تُسَاوِي، ثُمَّ قَالَ: “”اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ”” (سنن ابن ماجه: 2890، وصححه الألباني). (رثّ) قديم.
(يساوي) يعادل. (اللهم حجة) توسُّل إلى الله للقبول.[/box]

الشرح و الإيضاح

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا ومُربِّيًا بالقَولِ والفِعلِ، فكانَ القُدْوةَ الحَسَنةَ للأُمَّةِ، وضرَبَ أعظَمَ الأمثِلةِ في الزُّهدِ والتَّواضُعِ، مع ما مكَّنَهُ اللهُ من الدُّنيا وزُخرُفِها، ولكِنَّه كان يُريدُ التَّواضُعَ للهِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه: “حجَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على رَحْلٍ رَثٍّ”، والرَّحْلُ ما يُوضَعُ فوقَ ظَهرِ الجَمَلِ للرُّكوبِ عليه، ويكونُ من خَشَبٍ، وقد كان هذا الرَّحْلُ مُتواضِعًا في شَكلِهِ ومُكوِّناتِهِ “وقَطيفةٍ تُساوي أرْبَعةَ دراهِمَ أو لا تُساوي “، والقَطيفةُ قِطْعةٌ من قُماشٍ أو ثيابٍ تُوضَعُ فوقَ الرَّحْلِ لِيكونَ أكثَرَ لُيونةً عِندَ الرُّكوبِ عليه، وكانَ ثَمَنُها زَهيدًا وقَليلًا، وهذا مِن تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ “ثم قالَ: اللَّهُمَّ حجَّةً لا رِياءَ فيها ولا سُمْعةَ”، فدَعا اللهَ مُتوسِّلًا إليه: أنْ يَجعَلَها حَجَّةً مَقْبولةً، خالِصةً لِوَجْهِهِ خاليةً من مُراءاةِ النَّاسِ، وليس فيها طَلَبٌ للشُّهْرةِ بيْنَهم.
وفي الحَديثِ: بَيانُ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وزُهدِهِ في الدُّنيا.
وفيه: تَعْليمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِهِ بأنْ يَطْلُبوا وَجْهَ اللهِ بعِباداتِهِم .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/149031