من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ: ” أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي “. (صحيح مسلم 2404)[/box]

الشرح والإيضاح

عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه الخليفةُ الرَّابعُ للمُسلِمين، وأحَدُ العشَرةِ المُبشَّرين بالجنَّةِ، وابنُ عمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وزوجُ ابنتِه فاطمةَ، وأبو الحسَنِ والحُسَينِ سِبْطَيْ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهذه بعضٌ مِن فضائلِه، وفي هذا الحديثِ ذِكرُ فضيلةٍ مِن فضائلِه؛ حيث قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَا ترضَى أن تكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ مِن موسى، أي: نازلًا مني منزلةَ هارونَ مِن موسى؛ وذلك أنَّ موسى عليه السَّلامُ قال لأخيه حين أراد الخروجَ إلى الطُّورِ: اخلُفْني في قومي، وهو المُشارُ إليه بقولِه تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف: 142]، أي: بني إسرائيل، وسببُ قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا القولَ لِعَليٍّ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين خرَج إلى تبوكَ لم يستصحِبْه، وقال له: أتخلُفُني في الذُّرِّيَّة؟ فقال عليٌّ: تُخلِّفُني في النِّساءِ والصِّبيانِ؟ كأنَّه استنقَص تَرْكَه وراءَه، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا القولَ.
وزاد في روايةٍ أخرى: غيرَ أنَّه لا نبيَّ بَعدِي، لَمَّا شبَّهه في تخليفِه إيَّاه بهارونَ حين خلَّفه موسى، خاف أن يتأوَّلَ مُتأوِّلٌ فيدَّعِيَ النُّبوَّةَ لِعَليٍّ، فقال: “غيرَ أنَّه لا نبيَّ بعدي”.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/7483