عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إِذا أَوى أَحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ، فَلْيَأْخُذْ داخِلَةَ إِزارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بها فِراشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فإنَّه لا يَعْلَمُ ما خَلَفَهُ بَعْدَهُ على فِراشِهِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ يَضْطَجِعَ، فَلْيَضْطَجِعْ على شِقِّهِ الأيْمَنِ، وَلْيَقُلْ: باسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فاغْفِرْ لَها، وإنْ أَرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصّالِحِينَ”. (صحيح مسلم ٢٧١٤).
الشرح والإيضاح
من صِيانةِ الشريعةِ للمسلم في بَدَنِه: أمرُه بنَفْضِ فِراشِه إذا أراد أن يَأوِيَ إليه، أي إذا أتى إلى فراشه لينامَ عليه، وذلك «بدَاخِلَة إزارِه» أي: بطَرَفِ إزارِه الَّذِي يكونُ تِجاهَ جسدِه في أعلى الإزار، والإزارُ: مَعروفٌ، وهو الثَّوبُ الذي يُحيطُ بالنِّصفِ الأَسفلِ مِن البَدنِ ويَسْتُرُه، وفي روايةٍ: «ثلاث مَرَّات»، وكونُه بداخِلَةِ الإزار؛ قِيل: حتَّى لا يَتَّسِخَ، ثُمَّ بيَّن سببَ النَّفْضِ بأنَّه لا يَدرِي ما خلَّفه عليه، أي: ما جاء بعدَه وأَعْقَبه في الفِراش، كقَذَرٍ أو هَوَامٍّ، ثُمَّ يقول: «باسمِك ربِّي»، أي: مستعينًا باسمك يا ربِّي «وضعتُ جَنبي، وبك أَرْفَعُه» عن فِراشي، فلا حَوْلَ لي ولا قوَّة إلَّا بك، «إنْ أَمسكتَ نفسي» فقَبَضْتَ رُوحي في مَنامِي، «فارْحَمْها، وإن أرسَلْتَها» وقامتْ مِن منامِها لِمَعاشِها «فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عبادَك الصَّالحين» ومِن أهمِّ ذلك: عِصْمَتُها عن المعاصِي والذُّنوب، وهذا كقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}.
وفي الحديثِ: اتخاذُ الأسبابِ المادِّيَّةِ والشرعيَّة لحمايةِ النَّفْسِ من مَخاطِر المخلوقاتِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/9081