فضل تعلم القرآن وتعليمه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ الْجُهَنِيّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أيُّكم يحبُّ أن يغدو كلَّ يومٍ إلى بطحانَ أو إلى العقيقِ فيأتي منهُ بناقتيْنِ كوماويْنِ، في غيرِ إثمٍ ولا قطعِ رحمٍ؟ “” فقلنا: يا رسولَ اللهِ ! نحبُّ ذلك. قال: “”أفلا يغدو أحدكم إلى المسجدِ فيُعَلِّمَ أو يقرأَ آيتيْنِ من كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ خيرٌ لهُ من ناقتيْنِ. وثلاثٌ خيرٌ لهُ من ثلاثٍ. وأربعٌ خيرٌ لهُ من أربعٍ. ومن أعدادهنَّ من الإبلِ» [رواه مسلم 803].
( الصُّفّة) أي في موضع مظلل من المسجد الشريف كان فقراء المهاجرين يأوون إليه.
(يغدو) أي يذهب في الغدوة وهي أول النهار.
(بطحان) اسم موضع بقرب المدينة.
(العقيق) وادٍ بالمدينة.
(كوماوين) الكوماء من الإبل العظيمة السنام.[/box]

الشرح والإيضاح

الصُّفَّةُ: موضِعٌ مُظلَّلٌ مِنَ المسجدِ النَّبويِّ الشَّريفِ كان فُقراءُ المهاجرين يَأْوُونَ إليه، فخرجَ عليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: جاءهم، فقال: “أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ”، أي: يذهب أوَّلَ النَّهارِ، “كلَّ يومٍ إلى بُطْحَانَ”، وهو موضعٌ بِقُرْبِ المدينةِ، “أو إلى الْعَقِيقِ”، وهُوَ وادٍ بالمدينةِ، وخَصَّ بُطْحَانَ وَالْعَقِيقَ بِالذِّكرِ لأنَّهما أَقربُ المواضعِ التي تُقامُ فيها أسْواقُ الإبلِ إلى المدينةِ، قال: “فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِناقتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ”، و”الكَوْمَاءُ”: النَّاقَةُ العظيمةُ السَّنَامِ، وضَربَ المثلَ بها لأنَّها مِنْ خِيارِ مالِ العربِ، “فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ”، أي: لا يَحصُلُ على الناقتَيْنِ بِإِثْمٍ كَسرقةٍ، أو أنْ يَقطعَ رَحمًا بهما؛ فأجابَ الصَّحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم أنَّهم يَودُّون ذلك ويحبُّونه؛ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمن أراد ذلك الخير: “أَفَلَا يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهْ مِنْ نَاقَتَيْنِ”، أي: خيرٌ مِن ثَوابِ تَعَلُّمِهما أو قراءتِهما؛ فالخيرُ الذي يأتي مِن تَعَلُّمِ الآيتَيْنِ أفضلُ عندَ اللهِ مِن الحُصولِ على ناقتَيْنِ ومِن خيرِهما الذي كان سَيَعودُ عليه منهما، وكذلك ثلاثُ آياتٍ أفضلُ مِن ثلاثِ ناقاتٍ، وأيضًا أربعُ آياتٍ أفضلُ من أربعِ ناقاتٍ، وقوله: “وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ”، أي: كلَّما زادَ مِن عددِ الآياتِ في عِلمِها أو قِراءتِها، كان له بعَددِ تلك الآياتِ أفضلُ مِن مثلِها مِنَ الإبلِ، وفي هذا أنَّ تَعلُّمَ القرآنِ أفضلُ مِن طلبِ المالِ، وهذا على العُمومِ، وهو أَوْلَى لِمَن كان عِندَه وقتُ فراغٍ.
وفي الحديثِ: فَضلُ طلبِ العِلمِ، وفضلُ تَعلُّمَ القُرآنِ.
وفيه: تعاهُد النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابِه بالموعظةِ والإرشادِ، وفي هذا تَعليمٌ لوُلاةِ الأُمورِ؛ ليتأسَّوا بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في تعامُلِهم مع رَعيَّتِهم..
مصدر الشرح:https://dorar.net/hadith/sharh/234088