طول صلاة النبي ﷺ في صلاة الليل

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَاسْتَفْتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ لَمْ يَرْكَعْ، فَمَضَى قُلْتُ يَخْتِمُهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَمَضَى قُلْتُ يَخْتِمُهَا ثُمَّ يَرْكَعُ، فَمَضَى حَتَّى قَرَأَ سُورَةَ النِّسَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ أَوْ تَعْظِيمٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا ذَكَرَهُ”” (سنن النسائي 1133 وصححه الألباني).[/box]

الشرح والإيضاح

كانت صلاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في اللَّيلِ صلاةً فيها الخُشوعُ والخضوعُ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّ الوُقوفَ بينَ يَدَيْ ربِّه؛ فكان يُطِيلُ هذه الصَّلاةَ ويحسِّنها بِطُولِ القراءةِ والرُّكوعِ والسُّجودِ والدُّعاءِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ رَضِي الله عنهما: “صلَّيتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ”، أي: صلاةً في اللَّيلِ، “فافْتَتَح البَقَرَةَ”، أي: فافْتَتَح قراءتَه بعدَ الفاتحةِ بسُورةِ البَقَرةِ، “فقلتُ: يَرْكَعُ عندَ المِئَةِ، ثُمَّ مَضَى”، أي: تَجاوَزَ قراءةَ المئةِ آيةٍ، “فقلتُ: يصلِّي بها في رَكْعةٍ، فمَضَى، فقلتُ: يَرْكَعُ بها، ثُمَّ افْتَتَح النِّساءَ فقَرَأها، ثُمَّ افْتَتَح آلَ عِمْرَانَ فقَرَأها”، وهذا مِنَ التَّطوِيلِ وحُسنِ القراءةِ في صلاةِ اللَّيلِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “يَقرَأُ مُتَرَسِّلًا”، أي: مُتَمَهِّلًا ومُتَأَنِّيًا، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “إذا مرَّ بآيةٍ فيها تَسبيحٌ سبَّح، وإذا مرَّ بسُؤالٍ سَأَل، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذ”، أي: إذا قرَأ آيةً نَفَّذَ ما فيها مِن تسبيحٍ أو طلبٍ مِن الله أو استعاذةٍ به مِن الشَّيطانِ، وهذا كلُّه يَزِيدُ في طُولِ الصلاةِ.
“ثُمَّ رَكَع، فجَعَل يقولُ: سُبحانَ رَبِّيَ العظيمِ، فكان ركوعُه نحوًا مِن قيامِه”، أي: في طُولِ مُدَّةِ الرُّكوعِ، “ثُمَّ قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِده، ثُمَّ قام طويلًا قريبًا مِمَّا رَكَع، ثُمَّ سَجَد فقال: سُبحانَ رَبِّيَ الأعلَى، فكان سجودُه قريبًا مِن قيامِه”.
قوله: وفي حديثِ جَريرٍ مِن الزِّيادةِ، أي: وفي بَعضِ الرِّواياتِ زيادةٌ، وهي قولُه: “سَمِع اللهُ لِمَن حَمِده، ربَّنا لك الحمدُ”، أي: بعدَ الرَّفعِ مِن الرُّكوعِ يقولُ هذَيْن الدُّعاءَيْن.
وفي الحديثِ: بيانُ صفةِ صلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قيامِ اللَّيلِ مِن حيثُ طُولُ الصَّلاةِ والقراءة، وتطويلُ الرُّكوعِ والسُّجودِ والوُقوفِ.
وفيه: التوقُّفُ مع معانِي الآياتِ والدُّعاءِ بما ورَد فيها في أثناءِ الصَّلاةِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23441