تعليم عائشة رضي الله عنها لمن يأتون لتعلم الدين منها

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بِعَائِشَةَ فَأَصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنَّمَا كَانَ يُجْزِئُكَ إِنْ رَأَيْتَهُ أَنْ تَغْسِلَ مَكَانَهُ، فَإِنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ. (صحيح مسلم 288)[/box]

الشرح والإيضاح

في هذا الحديثِ يُخبِر عبدُ الله بنُ شِهابٍ الخَوْلانِيُّ أحدُ التَّابعينَ، فيقول: كنتُ نازِلًا على عائِشَةَ، أي: ضيفًا. فاحْتَلَمْتُ في ثَوبي، أي: أنَّه رأى في مَنامِه أنَّه يُجامِع، وهو السَّببُ لنُزول المَنِيِّ، وفي هذا إشارة لالتِصاقِ المَنِيِّ بالثَّوبِ، فَغَمَسْتُهُما، أي: ثِيابَه الَّتي احْتَلَمَ فيها، في الماءِ، أي: لكي يُنَقِّيهما من آثارِ المَنِيِّ، فرأَتْني جاريةٌ لعائِشَةَ، أي: وأنا أضعُ الثِّيابَ في الماءِ؛ فأَخْبَرَتْها، أي: أَخْبرتِ الجاريةُ عائِشةَ رَضِيَ الله عنها بما رأتْ من فعلِ عبدِ الله بنِ شِهابٍ. قال: فبَعثتْ إليَّ عائِشَةُ، أي: أرسلتْ إليَّ لآتيها، فقالتْ عائِشَةُ رَضِيَ الله عنها لعبدِ الله: ما حمَلكَ على ما صنعتَ بثَوبَيْك؟ أي: ما سببُ غَمْسِ ثَوبكَ في الماءِ؟ فأجابها عبدُ الله بقوله: رأيتُ ما يرى النَّائِمُ في مَنامِه، أي: احْتَلَمْتُ وأصابَ المَنِيُّ الثَّوبَ، قالتْ عائِشَةُ: هل رأيتَ فيهما شَيئًا؟ أي: أثرَ المَنِيِّ. قال: لا، قالتْ: فلو رأيتَ شَيئًا غَسَلْتَه؟ أي: أَكُنتَ غاسِله؟ ثُمَّ أوضحتْ له فقالتْ: لقد رَأَيْتُني وإنِّي لأَحُكُّه، أي: المَنِيَّ، من ثَوبِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يابِسًا، أي: ليسَ رَطْبًا، بظُفْري، وهذا إشارةٌ إلى إقْرارِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لفعلِها.
وفي الحديثِ: أنَّ من الأدبِ أنْ يُعَرَّضَ بالكلامِ فيما يَخْدِشُ الحياءَ؛ رِعايةً لِحقِّ السَّامِعِ..

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/22943