تسلح بالأمل والتفاؤل ولا تيأس

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]‏قريبًا بإذن الله ستقف أمام أحلامك قائلاً: (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا)[يوسف: 100].[/box]

الشرح والإيضاح

(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)).
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ.
أي: وأجلَسَ يوسُفُ أباه وأمَّه على السَّريرِ الَّذي يجلِسُ عليه .
وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا.
أي: وخرَّ أبو يوسُفَ وأمُّه وإخوتُه الأَحدَ عشَرَ ساجِدينَ لِيوسُفَ؛ تَحيةً له وتعظيمًا .
وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا.
أي: وقال يوسُفُ لأبيه يعقوبَ: يا أبتِ هذا السُّجودُ منكم هو ما آلَتْ إليه رُؤْيايَ الَّتي رأيْتُها في مَنامي مِن قبلُ- وذلك حينَ رأى أنَّ الشَّمسَ والقمَرَ وأحدَ عشَرَ كوكبًا له ساجِدينَ- قد حقَّقَ ربِّي وُقوعَها، وجعَلَها صادِقةً.
وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ.
أي: وقد أحسَنَ ربِّي إليَّ حينَ أخرَجَني مِن السِّجنِ، وجاءَ بكم مِن بادِيةِ الشَّامِ إلى حاضِرةِ مصرَ .
مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي.
أي: مِن بعدِ أنْ دخَلَ الشَّيطانُ بيني وبين إخوتي، فأفسَدَ ما بَيننا بالحسَدِ، وأغْرى بعضَنا ببعضٍ.
إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء.
أي: إنَّ ربِّي لطيفٌ لِما يُريدُه بعِبادِه مِن البِرِّ والرَّحمةِ؛ فيُيسِّرُ لهم الخيرَ بطُرُقٍ خفيَّةٍ دقيقةٍ، مِن حيثُ لا يَعلمونَ، ولا يَحتسِبونَ .
إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.
أي: إنَّ اللَّهَ هو العَليمُ بمصالِحِ خَلْقِه وغيرِ ذلك، لا يَخْفَى عليه ظواهِرُ الأمورِ وبواطنُها، ولا مَبادئُها وعَواقبُها، الحكيمُ في أفعالِه وأقوالِه وتَدبيرِه؛ فيضَعُ كلَّ شيءٍ في موضِعِه اللَّائقِ به، ويَسوقُ الأمورَ إلى أوقاتِها المُقدَّرةِ لها .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/12/21