بُغض الله لصاحب الخصومة بالباطِل

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ” صحيح البخاري: 2325 قال النووي: “هو شديد الخصومةِ، مأخُوذٌ من لَدِيدَي الوادي، وهما جانباه؛ لأنَّه كلما احْتُجَّ عليه بحُجَّة أخذَ في جانبٍ آخرَ، وأمَّا الخَصمُ فهو الحاذِقُ بالخُصُومَةِ، والمذمومُ هو الخصومة بالباطِلِ في رفع حقٍّ، أو إثباتِ باطلٍ”

شرح النووي على صحيح مسلم: 16/ 219

الشرح و الإيضاح

لقدْ حثَّ الإسلامُ على الأخلاقِ الحَسَنةِ في مُعامَلةِ النَّاسِ، فرَغَّبَ في حُسْنِ مُعاشَرتِهِمْ واللِّينِ معهم.
وفي هذا الحَديثِ تَحذيرٌ شَديدٌ للمُتَّصفِ باللَّدَدِ في الخُصومةِ، وأنَّه أبغَضُ الرِّجالِ إلى اللهِ تعالَى، والألدُّ الخَصِمُ هو المُولَعُ بِالخُصومِة -وهي النِّزاعُ والمُجادَلةُ- الماهرُ فيها، والدَّائمُ فيها كذلِك، وإنَّما كان هذا الرَّجلُ هو أبغَضَ الرِّجالِ إلى اللهِ تعالَى -أي: يَكرَهُه اللهُ عزَّ وجلَّ كَراهيةً شَديدةً، وبُغْضُ اللهِ عزَّ وجلَّ للإنسانِ يَترتَّبُ عليه الإثمُ والعُقوبةُ-؛ لأنَّه يُجادِلُ عَنِ الباطلِ، وذلِك يَحمِلُ على ضَياعِ الحقِّ، والمَطْلِ بالحقوقِ وظُلمِ أصحابِها، ونُصرةِ الباطلِ، وقدْ قال تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} البقرة: 204، والحديثُ تَحذيرٌ أيضًا لمَن يُخاصِمُ بحقٍّ لكنَّه لا يَقتصِرُ على قدْرِ الخطَأِ، بلْ يُظهِرُ الزِّيادةَ ويُبالِغُ في الخُصومةِ، أو يَمزُجُ بطَلَبِ حقِّه كَلماتٍ مُؤذِيةً، أو يُجادِلُ بغيرِ عِلمٍ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/14985

تحميل التصميم