المرض لا ينتقل وحده وإنما بقدَر الله تبارك وتعالى

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “”لَا عَدْوَى””، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ فَيَأْتِيهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “”فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ”” (صحيح البخاري 5439) قال الإمام البغوي: “”فمن أعدى الأول”” يريد أن أول بعير جرب منها، كان جربه بقضاء الله وقدَره، لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعد””. (شرح السنة 12/169). قال الحافظ ابن حجر: “” فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّل””؟ وَهُوَ جَوَاب فِي غَايَة الْبَلَاغَة وَالرَّشَاقَة. وَحَاصِله مِنْ أَيْنَ الْجَرَب لِلَّذِي أَعْدَى بِزَعْمِهِمْ؟.. الَّذِي فَعَلَ بِالْجَمِيعِ ذَلِكَ هُوَ الْخَالِق الْقَادِر عَلَى كُلّ شَيْء وَهُوَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى””. (فتح الباري 16/309).[/box]

الشرح والإيضاح

يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قالَ: لا عَدْوَى نَفْي لما كانوا يَعتَقِدونه مِن مُجاوزَة العِلَّة من صاحِبِها إلى غَيرِه، ولا صَفَر الشَّهر المَعروفُ، كانوا يَتشاءَمون به ولا هامَّة هو طائِر، وقيلَ: هو البومةُ، قالوا: إذا سَقَطَت على دارِ أحدِهم وَقَعَت فيها مُصيبةٌ. فقال أعرابي: يا رَسولَ اللهِ، فما بالُ إِبِلي تكون في الرَّمل كأنَّها الظِّباء في النَّشاطِ والقُوَّة والسَّلامة من الدَّاء فيأتي البَعيرُ الأجْربُ فيَدخُل بَينَها فيُجرِبها، فأجابَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فمَن أَعْدى الأوَّلَ، أي: مِن أينَ جاءَ الجَرَبُ لِلَّذي أَعْدى بِزَعمِهم؟ فإن أجابوا: مِن بَعيرٍ آخَرَ لَزِمَ التَّسلسُل أو بِسبب آخَرَ، فليُفصِحوا به، فإن أجابوا بأنَّ الَّذي فَعَله في الأوَّل هو الَّذي فَعَله في الثَّاني، ثَبَتَ المُدَّعى، وهو أن الَّذي فَعَلَ جَميعَ ذلِك هو القادِرُ الخالِقُ لا إلَه غَيرُه ولا مُؤَثِّر سواه.
في الحديثِ: نَفيُ ما كانَت الجاهليَّة تَزعُمه وتَعتَقِده أنَّ المَرضَ والعاهةَ تَعدي بطَبعِها لا بِفِعلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/10065