اغتنم بركة أول النهار

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن صخر الغامدي قال: قال ﷺ: “” اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا”” (الترمذي ١٢١٢ وصححه الألباني). قال ابن عثيمين: “”وكان صخر يبعث بتجارته أول النهار فأثرى وكثُر ماله؛ من أجل دعاء النبي ﷺ بالبركة لهذه الأمة في بكورها”” [شرح رياض الصالحين ج٤ ص٥٨٣].[/box]

الشرح و الإيضاح

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَريصًا على أُمَّتِهِ، ومِن حرْصِه عليها أنَّه كان يَدعُو لها بالبَرَكةِ وسائِرِ الخَيراتِ، وفي هذا الحَديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: “اللَّهمَّ بارِكْ لأُمَّتي في بُكورِها”، وهذا دُعاءٌ مَعْناهُ اللَّهُمَّ أَكْثِرْ لها الخَيرَ والبَرَكةَ بالزِّيادةِ والنَّماءِ، حين تَخرُجُ لأعْمالِها في الصَّباحِ وأوَّلِ النَّهارِ.
قال صَخْرُ بنُ وَداعةَ الغامِديُّ رضِيَ اللهُ عنه، وهو أحَدُ رُواةِ الحَديثِ: وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، “إذا بَعَثَ سَريَّةً أو جيشًا”، بمَعْنى إذا أَرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إرْسالَهم إلى الغَزْوِ، والسَّريَّةُ: الجُزءُ مِن الجَيشِ يَبْلُغُ أقْصاها أربعَ مِئةِ جُنْديٍّ، “بَعَثَهم مِنْ أوَّلِ النَّهارِ”؛ وذلِكَ لتَحْصيلِ تِلْكَ البَرَكةِ الَّتي تكونُ في أوَّلِهِ.
قال عُمارةُ بنُ حَديدٍ، وهو أحَدُ رُواةِ الحَديثِ: “وكان صَخْرٌ رَجُلًا تاجِرًا”، يَعْمَلُ بالتِّجارةِ، “وكان يَبْعَثُ تِجارتَهُ مِنْ أوَّلِ النَّهارِ”، عَمَلًا بوَصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَنالَ بَرَكةَ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، “فأَثْرى وكَثُرَ مالُهُ”، فصار غَنيًّا.
وفي الحَديثِ: بَيانُ حِرْصِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الخَيرِ لأُمَّتِهِ.
وفيه: التَّرغيبُ في العَملِ بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبما أَوْصى بِه، وأنَّ ذلِكَ سَبَبٌ للبَرَكةِ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/149028