سَألَ رَجُلٌ إياسًا عَنِ النَّبِيذِ فَقالَ: هُوَ حَرامٌ، فَقالَ الرَّجُلُ: فَأخْبِرْنِي عَنِ الماءِ؟ فَقالَ: حَلالٌ، قالَ: فالكسور، قالَ: حَلالٌ، قالَ فالتَّمْرُ قالَ حَلالٌ، قالَ فما باله إذا اجتمع حرم؟
فَقالَ إياسٌ: أرَأيْتَ لَوْ رَمَيْتُكَ بِهَذِهِ الحَفْنَةِ مِنَ التُّرابِ أتُوجِعُكَ؟ قالَ: لا، قالَ: فَهَذِهِ الحفنة من التبن؟ قال لا توجعني، قالَ: فَهَذِهِ الغَرْفَةُ مِنَ الماءِ؟ قالَ لا توجعني شيئًا، قالَ: أفَرَأيْتَ إنْ خَلَطْتُ هَذا بِهَذا وهَذا بهذا حتى صار طينًا ثم تركته حتى اسْتَحْجَرَ ثُمَّ رَمَيْتُكَ أيُوجِعُكَ؟ قالَ: إي واللَّهِ وتقتلني، قالَ: فَكَذَلِكَ تِلْكَ الأشْياءُ إذا اجْتَمَعَتْ. (البداية والنهاية ٩/٣٣٦).