من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي حَائِطٍ مِنْ حَائِطِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ يَرْكُزُ بِعُودٍ مَعَهُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، إِذَا اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ” افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ “.
قَالَ: فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ” افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ “.
قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، قَالَ: فَجَلَسَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: “” افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تَكُونُ “.
قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: فَفَتَحْتُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: وَقُلْتُ الَّذِي قَالَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَبْرًا، أَوِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. (صحيح مسلم 2403).
حَائِطٍ: البستان.[/box]

الشرح والإيضاح

تَوَضَّأَ أبو موسَى الأشعَريُّ رضي اللَّه عنه في بَيتِهِ، ثمَّ خَرَجَ ناويًا أن يُلازِمَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وَيَكونَ معه طَوالَ اليَومِ، فَذَهَبَ إلى المَسجِدِ فَسَألَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فَقالوا لَهُ: خَرَجَ، وَوَجَّهَ هَاهُنا أي: جِهةَ كَذا.
فَخَرَجَ أبو موسَى رضي اللَّه عنه عَلَى إثْرِهِ يَسألُ عَنهُ، حتَّى وَجَدَهُ دَخلَ بِئر أَريسٍ، وهو بُستانٌ بِالقُربِ مِن قُباءٍ.
يقول: فَجَلَسْتُ عِندَ البابِ، وَبابُها مِن جَريدٍ حتَّى قَضَى رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حاجَتَهُ، فَتَوَضَّأَ فَقامَ إِلَيهِ، فَإِذا هوَ جالِسٌ عَلَى بِئرِ أرَيسٍ وَتَوَسَّطَ “قُفَّها”، أي: حافَّةَ البِئرِ، فسلَّمَ عليه، ثمَّ انصَرَفَ فَجَلَسَ عِندَ البابِ.
فَقال: لأَكونَنَّ بَوَّابَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم اليَومَ، فَجاءَ أبو بَكر الصِّدِّيقُ رضي اللَّه عنه، فَدَفَعَ البابَ مُستَأذِنًا في الدُّخولِ، فَقُلْتُ مَن هَذا؟ فَقال: أبو بَكرٍ.
فَقُلتُ: “عَلَى رِسْلِكَ”، أي: تَمَهَّلْ وَتأنَّى، ثمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللَّهِ هَذا أبو بَكرٍ يَستَأذِنُ في الدُّخولِ عليكَ.
فَقال: ائذَنْ لَه، وَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ.
فأَقْبَلْتُ حتَّى قُلتُ لأبي بَكرٍ رضي اللَّه عنه: ادخُلْ، ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ، فَدَخَلَ أبو بَكرٍ رضي اللَّه عنه، فَجَلَسَ عن يَمينِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم معه في القُفِّ، وَدَلَّى رِجلَيه في البِئرِ كما صنَعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وكَشَفَ عن ساقَيْهِ، ثمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ على البابِ وقَد تَرَكْتُ أخي أبا بُرْدَةَ عامِرًا، أو أخي أبا رُهْمٍ يَتَوَضَّأُ ويَلحَقُني، فَقُلتُ: إنْ يُرِدِ اللَّهُ بفُلانٍ خَيْرًا- يُريدُ أخاهُ أبا بُردَةَ أو أبا رُهْمٍ- يَأتِ به، ثمَّ أتَى عُمَرُ رضي اللَّه عنه، فَحَدَثَ معه مِثلَ ما حَدَثَ مع أبي بَكر رضي اللَّه عنه، وَمِن بَعدِهِ أتَى عُثمانُ رضي اللَّه عنه فَحَدَثَ معه أيضًا، إِلَّا أنَّ عُثمان رضي اللَّه عنه بُشِّرَ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلوَى تُصيبُه، وهيَ البَليَّةُ الَّتي صارَ بِها شَهيدَ الدَّارِ مِن أذَى المُحاصَرةِ والقَتلِ وغيرِه، ولَمَّا دَخَلَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وَجَدَ القُفَّ قَد مُلِئَ، فَجَلَسَ مُقابِلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مِن الشِّقِّ الآخَرِ.
قال شَريكٌ: قال سَعيدُ بن المُسَيِّبِ: فأوَّلْتُها قُبورَهُم.
في الحديث: وُقوعُ التَّأويلِ في اليَقَظةِ، وهو الَّذي يُسَمَّى الفِراسَةَ، والمُرادُ اجتِماعُ الصَّاحِبَينِ مع النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في الدَّفنِ، وانفِرادُ عُثمانَ عَنهُم في البَقيعِ
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/7493