من فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا – أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ – أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ” (صحيح مسلم 2419).[/box]

الشرح والإيضاح

يقول حُذَيْفَةُ بنُ اليَمانِ رضِي اللهُ عنه: جاء العاقِبُ والسَّيِّدُ صاحِبَا نَجرانَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهما مِن أكابِرِ نصارى نَجْرانَ وحكَّامِهم، وكان السَّيِّدُ رئيسَهم، والعاقبُ صاحبَ مَشورَتِهم ونَجْرانُ مدينةٌ بَيْنَ مكَّةَ وَاليمَنِ، فأرادا أنْ يُلاعِنَا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فخافَ أحدُهما وقال لِصاحبِه: لا تَفعلْ؛ فَواللهِ لَئِنْ كانَ نَبِيًّا فَلاعَنَنا لا نُفلِحُ نحن ولا عَقِبُنا، أي: ذُرِّيتَّنُا مِن بعْدِنا، فقالا لِلنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّا نُعطِيك ما سأَلْتَنا وابعَثْ معَنا رجلًا أمينًا ولا تَبعثْ معنا إلَّا أمينًا، فَأجابهمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى طلَبِهم، وقال لهم: «لَأَبعثَنَّ معكم رَجلًا أمينًا حقَّ أمينٍ» وهو تأكيدٌ على أمانةِ مَن سيبعثُه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فَاستشرفَ النَّاسُ، أي: رَغِبُوا في أنْ ينالوا ذلك؛ لِمَا فيه مِن تزكيةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ووصْفِه لِلرَّجُلِ المختارِ بِالأمانةِ، فبعثَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاحِ رضِي اللهُ عنه، وقال: «هذا أَمينُ هذه الأُمَّة»، وإنَّما خصَّه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بِالأمانةِ وإنْ كانتْ مُشترَكَةً بَيْنَه وبَيْنَ غيرِه مِنَ الصِّحابةِ؛ لِغلَبَتِها فيه بِالنِّسبةِ إليهم، وقِيلَ: لِكونِها غالبةً بِالنِّسبةِ إلى سائرِ صفاتِه.
والْمُلاعَنةُ المقصودةُ في هذا الحديثِ هي الْمُباهلَةُ، وهي أنْ يَدعُوَ كلُّ واحدٍ مِنَ الْمُتلاعِنَيْنِ على نفسِهِ بِالعذابِ على الكاذِبِ وَالْمُبطِلِ.
وفي الحديثِ: فضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي عُبَيدَةَ رضِي اللهُ عنه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/15291