فضيلة المداومة على أعمال البر

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال رسول الله ﷺ: “”أَحَبُّ الأَعْمَالِ إلى الله أَدْوَمُهَا وَإنْ قَلَّ”” (صحيح البخاري 6100). قال الإمام ابن حجر: “”المداومة على عمل من أعمال البر -ولو كان مفضولاً- أحب إلى الله من عمل يكون أعظم أجرًا لكن ليس فيه مداومة”” (فتح الباري) “[/box]

الشرح و الإيضاح

يُؤكِّدُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ أنَّه لن يُدخِلَ أحدًا عملُه الجنَّةَ، فسأَله الصَّحابةُ رضي الله عنهم بقولهم: ولا أنتَ يا رسولَ الله؟! قال: ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ برحمته؛ أي: يُلبِسه إيَّاها، ويُغطِّيه بها، ولا تعارُضَ بين هذا وبين قولِه: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32]؛ لأنَّ الحديثَ يُفسِّرُ هذه الآياتِ وما شابَهَها، وأنَّ معنى ذلك مع رحمةِ اللهِ وبرحمةِ الله؛ إذ مِن رحمةِ الله توفيقُه للعملِ الصَّالح، وهدايتُه للطَّاعات، وأنَّه لم يَستحقَّها بعملِه؛ إذ الكلُّ بفضلٍ من الله تعالى، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: فسَدِّدُوا وقارِبُوا؛ أي: اقْصِدُوا الصَّوابَ ولا تُفْرِطُوا فتُجهِدُوا أنفُسَكم في العبادةِ؛ لئلَّا يُفضيَ بكم ذلك إلى المَلَل فتترُكوا العملَ فتُفَرِّطُوا.
وفي الحديث: النَّهيُ عن تمنِّي الموت؛ لأنَّ الإنسانَ الذي يتمنَّى الموت إمَّا أن يكون عاصيًا ومسيئًا، وإمَّا أنْ يكونَ طائعًا؛ فإنْ كان مسيئًا فلعلَّ طولَ حياتِه يُعطيه الفُرصةَ أنْ يَسْتَعْتِبَ، أي: يَطلُبَ رِضا الله بالتَّوبةِ وردِّ المظالم وتدارُكِ الفائت، وإنْ كان طائعًا فلعلَّ طولَ حياته يكون سببًا في زيادةِ إحسانِه، فيزدادَ أجرُه، وترتفعَ منزلتُه يومَ القيامة.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/5699