فضل الدعاء بعد الوضوء

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال رسول الله ﷺ: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين”، فُتِحَت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» صحيح الجامع الصغير وزيادته[/box]

الشرح والإيضاح

“رحمةُ الله واسعةٌ، ومُكافأةُ الله عزَّ وجلَّ لعِبادِهِ تأتي من أقلِّ القليلِ، وفي هذا الحديثِ يحكي عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ رَضِيَ الله عنه، فيقولُ: كانتْ علينا رِعايةُ الإبِلِ، أي: نتبادلُ رِعايتَها؛ إشارةً إلى أنَّهم لم يكنْ معهم خَدَمٌ يَرْعَوْنَ لهم إِبِلَهم؛ فجاءتْ نَوْبَتي، أي: دَوْري في الرِّعايةِ، فَرَوَّحْتُها بِعَشِيٍّ، أي: رَدَدْتُ الإبِلَ إلى مَراحَها في آخِرِ النَّهار، فلمَّا انتهى عُقْبَةُ من رِعايته للأبِلِ، يقول: فأدركتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، أي: وَجدْتُه، قائِمًا يُحدِّث النَّاس، أي: يَخطُب فيهم، فأدركتُ من قولِه، أي: من خُطبتِه: ما من مُسلمٍ يتوضَّأُ فيُحسِن وضوءَه، أي: يُسبِغ وضوءَه ويُعطي كلَّ عُضوٍ حقَّه من الماءِ، ثُمَّ يقوم فيُصلِّي رَكعتَينِ مُقبِلٌ عليهما بقَلبِه ووجهِه، أي: يُخلِص ويَخشَع فيهما لله تعالى، إلَّا وَجَبَتْ له الجنَّةُ، أي: كان حقًّا على الله بفعلِه هذا أنْ يُدخِله الجنَّة، فقال عُقْبَةُ مُعْجَبًا ومُسْتَحْسِنًا تلك البُشْرى: ما أَجْوَدَ هذه! يعني: ما أجودَ هذه الكلمةَ أو البِشارةَ، وجَودَتُها جَمعُها بين سُهولةِ العملِ وعظيمِ الأجرِ.
قال: فإذا قائِلٌ بين يَدَيَّ، أي: رَجلٌ جالِسٌ من أمامِه يُكلِّمه، يقول: الَّتي قَبلَها، أي: الكلمةُ الَّتي قَبلَ الَّتي سَمِعتَها، أَجْوَدُ، أي: لِما فيها من الخيرِ والأجرِ، قال عُقْبَةُ: فنظرتُ فإذا عُمَرُ، أي: هو الَّذي يَجلِسُ أمامي ويَتكلَّم معي، قال له عُمَرُ: إنِّي قد رأيتُك جِئْتَ آنِفًا، أي: حضرتَ من قريبٍ ولم تَسمعْ كلَّ ما قال النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأخبرَه عُمَرُ بقول النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ما منكم من أحدٍ يتوضَّأ فيبلُغ، أو فيُسْبِغ الوُضوءَ، أي: يُتِمُّه ويُعطي كلَّ عُضوٍ حقَّهُ من الماءِ، ثُمَّ يقول: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله، أي: لا مَعْبودَ بِحقٍّ إلَّا الله، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، إلَّا، أي: إلَّا كان الجزاءُ، أنْ فُتِحَتْ له أبوابُ الجنَّةِ الثَّمانِيةُ، يَدخلُ من أَيِّها شاءَ، أي: من أبوابِ الجنَّة أراد أنْ يَدخُل دخلَ.
وفى الحديثِ: عَظيمُ فَضلِ اللهِ تعالى بإعطائِه الأجْرَ الكَبيرَ على العَملِ اليَسير.
وفيه: فَضلُ الوُضوءِ والذِّكرِ الواردِ بَعدَه، وفَضلُ الرَّكعتَينِ بعدَ الوُضوءِ بالصِّفةِ المذكورةِ، والحثُّ على ذلِك.
وفيه: حِرْصُ الصَّحابةِ على الخَيرِ مِنْ تَعلُّم العلمِ ونَشْرِه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23126″

تعلَّم كيفية وضوء النبي ﷺ