شفقة النبي ﷺ بأمته

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “إنَّ مثَلي ومثلُ ما بعثَني اللهُ به كمثَلِ رجلٍ أتَى قومَهُ. فقال: يا قَوْم! إنِّي رأيتُ الجيشَ بعينيَّ. وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ فالنَّجاءَ. فأطاعَهُ طائفةٌ من قومِهِ. فأدْلَجوا فانطلَقوا على مُهلتِهم. وكذَّبتْ طائفةٌ منهم فأصبَحوا مكانَهم. فصبَّحَهم الجيشُ فأهلكَهُم واجتاحَهم. فذلك مثلُ من أطاعَني واتَّبعَ ما جئتُ به. ومثلُ من عصاني وكذَّب ما جئتُ به من الحقِّ” (صحيح مسلم ٢٢٨٣)
الْعُرْيَانُ : المجرد عن الثياب.
فَالنَّجَاءَ : انجوا بأنفسكم.
فَأَدْلَجُوا : السير من أول الليل.[/box]

الشرح والإيضاح

شبَّه رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم حالَه في طاعةِ الناسِ لدَعوتِه لِمَا بَعَثَه الله به وأرسله «كَمَثَلِ رجلٍ أتَى قومًا فقال: يا قَوْمِ، إنِّي رأيتُ الجيشَ بعَيْنِي» لِعَدُوٍّ لهم يَعرِفونه، «وإنِّي أنا النَّذِيرُ العُرْيَانُ» وهو إشارةٌ لشِدَّةِ الخَطرِ؛ بحيثُ كأنَّه نَزَع ثيابَه لِيُنذِرَهم بالإشارة بثيابِه، أو هو رجلٌ جرَّده العدوُّ فهَرَب منهم مُنذِرًا قومَه، فعَلِموا من تعرِّيه صدقَ خبرِه، فأصبحت مَثَلًا «فالنَّجَاءَ !»، أي: اطْلُبوا النَّجاءَ والسَّلامةَ، «فانقسَم الناسُ فَرِيقان: ففَرِيق أطاعه فأَدْلَجُوا» والدُّلْجَةُ هي الظُّلْمَة، أي: ساروا مِن فَوْرِهم في أوَّلِ الليلِ، «فانطَلَقوا» مُبادِرِينَ «على مَهَلِهم»، أي: بسَكِينَةٍ وتَأَنٍّ، «فنَجَوْا»، والطائفةُ الثانيةُ كذَّبت، فأتَى عليهم الصُّبْحُ ولم يَسِيرُوا، «فصَبَّحَهُم الجيشُ» أي: هَجَم عليهم باكِرًا «فأهلَكَهم واجْتَاحَهم» أي: استَأْصَلَهم.
وهكذا مَن أطاع الرسولَ صلَّى الله عليه وسلَّم نَجَا، ومَن تَرَك ما جاء به حَلَّتْ عليه العقوبةُ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/4824