من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، ثُمَّ قَالَ: عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ؟ فَلَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَلَا يَعِيبُهُ. (صحيح مسلم 2462).[/box]

الشرح و الإيضاح

حَرَص الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم على تَلقِّي القرآنِ الكريمِ مِنَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُباشَرةً ولازَموه لذلك، ومِنْ تِلْكَ الصُّوَرِ ما أَخبرَ به ابنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه مِن أَنَّه تَلَقَّى مِن “فِي رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”، أَيْ: مِنْ فَمِهِ “بِضعًا وسَبْعينَ سُورةً”، والبِضْعُ ما بَيْن الَّثلاثةِ وَالتسعةِ، والذي حمَلَه على قَوْلِ ذلك هو ما أَمَرَ به عَثْمانُ رضِي اللهُ عنه مِنْ جَمْعِ القرآنِ في مُصْحَفٍ واحدٍ على رَسْمٍ وَاحدٍ؛ فَساءَه ذلك فقال ما قال، ثُمَّ بَيَّنَ سَبَبَ مَقولتِه وهو عِلْمُ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم عَلى أَنَّهُ مِنْ أَعلمِهم بِكتابِ اللهِ، ثُمَّ بَيَّنَ حَالةَ نَفْسِه، فقال: وما أنا بِخيْرِهم، يعني: ما أنا بِأَفْضَلِ الصِّحابةِ.
وفي الحديثِ: ذِكْرُ الإنسانِ نَفْسَه بِالفضيلةِ؛ لِلحاجةِ، وليس للتزكيةِ والفَخْرِ والإعجابِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/9247