من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَهِرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ: ” لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ “. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ سِلَاحٍ، فَقَالَ: ” مَنْ هَذَا؟ ” قَالَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” مَا جَاءَ بِكَ؟ ” قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ نَامَ. (رواه مسلم 2410).[/box]

الشرح والإيضاح

أَرِقَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلم يَستطِعِ النومَ في ليلةٍ، وكان ذلك بعدَ مَقْدَمِه إلى المدينةِ النبويَّةِ، فقال يحدِّث عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها: «لَيْتَ رجلًا صالِحًا مِن أصحابي يَحرُسني الليلةَ»، قالت: «إذ سَمِعنا صوتَ السِّلاحِ، قال» النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم «مَن هذا؟ قِيل: سَعْدٌ» وهو ابنُ أبي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عنه «يا رسولَ الله، جِئتُ أَحرُسك»، ويقولُ في روايةٍ عن سَبب قُدومِه: وَقَع في نفسِي خوفٌ على رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فجئتُ أَحرُسه، «فنام النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى سَمِعنا غَطِيطَه» والغَطِيطُ: صوتُ النائم ونَفْخُه.
ويحتمل أنَّ حَذَرَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وطلبُه الحراسةَ كانَ قبلَ نُزولِ قولِه تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، ومِن العلماءِ مَن قال: ليس في الآيةِ ما يُنافي الحِراسةَ؛ لأنَّ هذا مِن بابِ الأخْذِ بالأسبابِ، كما أنَّ إعلامَ اللهِ بنَصرِ دِينِه وإظهارِه لا يمنعُ الأمْرَ بالقِتالِ وإعدادِ العُدَد؛ وأنَّ المرادَ بقوله {يَعْصِمُكَ} العصمةُ مِن الفِتنةِ والإضلالِ أو إزهاقِ الرُّوح.
وفي الحديث: الأخْذُ بالحَذرِ والاحتراسِ مِن العدوِّ، وحِراسةُ السُّلطانِ خَشيةَ القَتلِ.
وفيه: أنَّ الأخْذَ بالأسبابِ لا يُنافي التوكُّلَ على اللهِ تعالى.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/12415