من صور الإحسان إلى الناس

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]الإحسان إلى عباد الله أن تعاملهم بما هو أحسن في الكلام والأفعال، والبذل، وكف الأذى، وغير ذلك حتى في القول فإنك تعاملهم بالأحسن؛ قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)[النساء: 86]؛ يعني إن لم تفعلوا فتردوا بأحسن منها، فلا أقل من أن تردوها. [ابن عثيمين – شرح رياض الصالحين ج2 ص13].[/box]

الشرح والإيضاح

(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86))
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ
أي: إذا سُلِّم عليكم بسلامٍ، وحُيِّيتم بأيِّ تحيةٍ كانت، أو دُعِي لكم بطولِ الحياةِ والبَقاء .
فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
فرُدُّوا التَّحيةَ والسَّلام، وادْعُوا لِمَن دعَا لكم بأحسَنَ ممَّا حيَّاكم ودعا لكم وأفضَلَ، لفظًا وبَشاشةً، أو رُدُّوا عليه بمثلِ دُعائِه وتحيَّتِه .
عن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((خلَق اللهُ آدمَ على صورتِه، طولُه ستُّونَ ذراعًا، فلمَّا خلَقه، قال: اذهبْ فسلِّمْ على أولئك؛ نفرٍ من الملائكةِ جلوسٍ، فاستمِعْ ما يُحيُّونك؛ فإنَّها تحيَّتُك وتحيَّةُ ذرِّيَّتِك، فقال: السَّلامُ عليكم، فقالوا: السَّلامُ عليك ورحمةُ اللهِ، فزادوه: ورحمةُ اللهِ، فكلُّ مَن يدخلُ الجنَّةَ على صورةِ آدمَ، فلم يزَلِ الخَلْقُ ينقُصُ بعدُ حتَّى الآن)) .
وعن عِمران بن الحُصين رضِي اللهُ عنه، قال: ((جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: السَّلامُ عليكُم، فردَّ عليهِ ثمَّ جلَسَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: عشرٌ، ثمَّ جاءَ آخَرُ فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ، فردَّ عليهِ ثمَّ جلسَ، فقالَ: عِشرون، ثمَّ جاءَ آخرُ فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، فردَّ عليهِ فجلسَ، فقالَ: ثلاثونَ)) .
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
أي: إنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ ممَّا يعمَل النَّاسُ من طاعةٍ أو معصيةٍ حفيظٌ ومُحْصٍ له, حتَّى يجازيَهم به
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/4/24