حديث قدسي عظيم يفتح أبواب الأمل في رحمة الله تعالى

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: من جاءَ بالحسنةِ فلهُ عشرُ أمثالِهَا وأزيدُ، ومن جاءَ بالسَّيِّئةِ، فجزاؤهُ سيِّئةٌ مثلُها أو أغفِرُ، ومن تقرَّبَ منِّي شبرًا، تقرَّبتُ منه ذراعًا، ومن تقرَّبَ منِّي ذراعًا، تقرَّبتُ منه باعًا، ومن أتاني يمشي، أتيتُهُ هرولةً، ومن لَقيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةٍ لا يشركُ بي شيئًا، لقِيتُهُ بمثلِها مغفرةً”” (صحيح مسلم ٢٦٨٧).[/box]

الشرح و الإيضاح

في هَذا الحديثِ أنَّ تَضعيفَ الحَسنَةِ بعَشَرَةِ أَمثالِها بفَضلِ اللهِ ورَحمتِه ووَعدِه الَّذي لا يُخلَفُ، والزِّيادةُ بَعدُ بكَثرةِ التَّضعيفِ إِلى سَبعِ مِئةِ ضِعفٍ وإِلى أَضعافٍ كَثيرةٍ يَحصُلُ لبَعضِ النَّاسِ دونَ بَعضٍ عَلى حَسبِ مَشيئتِه سُبحانَه وتَعالى.
وقَولُه: (ومَن تَقرَّب مِنِّي شبرًا، تَقرَّبتُ مِنه ذِراعًا، ومَن تَقرَّب مِنِّي ذِراعًا، تَقرَّبتُ مِنه باعًا، ومَن أَتاني يَمشي، أَتيتُه هَرولةً)، فإقبالُ اللهِ عَلى العَبدِ إِذا أَقبلَ العَبدُ عَليه سُبحانَه وتَعالى أَكثرُ مِن إِقبالِ العَبدِ عَليه، ومَعنى “الباع” طُولُ ذِراعي الإِنسانِ وعَضُديْه.
(وَمن أَتاني) حالَ كَونِه (يمشي)، أي: في طاعَتِي (أَتيتُه هَرولةً)، الهَرولَةُ في اللُّغةِ: الإِسراعُ في المشيِ دونَ العَدْوِ، وصِفةُ الهَرولةِ للهِ عزَّ وجلَّ كَما تَليقُ بِه ولا تُشابِهُ هَرولةَ المخلوقِينَ.
ثُمَّ تَكلَّم عن صاحِبِ الخَطايا فَقال: (وَمن لَقِيَني بقُرابِ الأَرضِ خَطيئةً) وقُرابُ الأَرضِ، أي: مِلؤُها، فَلو جاءَ بِما يَقرُبُ مِلأَها مِنَ الصَّغائرِ والكبائرِ، (لَقيتُه بِمثلِها مَغفرةً)، ما دام تائبًا عَنها، مُستغفِرًا مِنها، أمَّا إِذا لم يَتُبْ منَ الذُّنوبِ مَع تَحقيقِ التَّوحيدِ، فهُو تحتَ المشيئَةِ لقَولِه تَعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 116].

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/824