التوسعة والتيسير في أعمال المناسك

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «نَحَرْتُ هَا هُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَا هُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» (صحيح مسلم 1218).
جمع: مزدلفة.[/box]

الشرح والإيضاح

الحجُّ رُكنٌ مِن أَركانِ الإِسلامِ وهوَ عِبادةٌ لمَنِ استَطاعَ إليها سبيلًا، وتُؤخَذُ جميعُ أَعمالِه مِن سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانبًا مِن جَوانبِ حجِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في حجَّةِ الوَداعِ، ويُبيِّن رِفقَه صلَّى الله عليه وسلَّم وشَفقَتَه بأُمَّتِه في الوُقوفِ بعَرفةَ والمُزدلفَةِ وَفي الذَّبحِ في مِنًى؛ حيث قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “نَحرتُ هَاهنا، ومِنًى كُلُّها مَنحَرٌ، فانْحَروا في رِحالِكم”، أي: ذَبحتُ في مَكاني هذا مِن مِنًى، ولَكن مَن تَيْسيرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى الأُمَّة أنَّه قالَ: وَمِنًى كُلُّها مَنحَرٌ”، أي: كُلُّها يَصِحُّ الذَّبحُ والنَّحرُ فيها، فاذبَحوا في أَماكنِكم وَفي مَنازِلِكم. ثُمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “ووَقفتُ هَهنا، وعَرفةُ كُلُّها مَوقفٌ”، أي: وَقفتُ هُنا في مَكاني بعَرفةَ، ولكنَّ عَرفةَ كلَّها مَوقفٌ يَصحُّ الوُقوفُ بِها يومَ التَّاسعِ مِن ذي الحِجَّةِ.
ثُمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “ووَقفتُ هَهنا. وجَمْعٌ كلُّها مَوقفٌ”، أي: وَقفتُ هَهنا في المُزدلفَةِ عندَ المَشعرِ الحَرامِ، ولكنْ منَ التَّخفيفِ عَلى النَّاسِ أَخبرَهم أنَّ المُزدلِفَةَ كلَّها مكانٌ للوُقوفِ.
وَفي الحَديثِ: بيانُ شَفقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأُمَّتِه بالتَّخفيفِ عَنهُم في مَناسكِ الحَجِّ.
وَفيه: صِحَّةُ الوُقوفِ في أيِّ مَكانٍ مِن عرفةَ أوِ المُزدلفَةَ.
وَفيه: أنَّ مِنًى كلَّها مَنحرٌ يَصِحُّ ذبحُ الهَديِ فيها.
وَفيه: الحثُّ على عَدمِ التَّزاحُمِ في مَشاعرِ الحجِّ والانتِشارِ عَلى عَرضِها وطُولِها.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/21109