الاشتراط في الحج

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ لَهَا: لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ؟ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً. فَقَالَ لَهَا: “حُجِّي وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي” (صحيح البخاري 4801). (محلي) مكان تحللي من الإحرام.
(حيث حبستني) هو المكان الذي قدرت لي فيه الإصابة بعلة المرض، وعجزت عن الإتيان بالمناسك.[/box]

الشرح والإيضاح

الاشتراطُ في الحجِّ هو أنْ يَنويَ الْمُحرِمُ الحجَّ ويقولَ: اللَّهمَّ مَحلِّي حيثُ حبستَنِي، أي: إنِّي أكونُ حلالًا حيثُ مَنعَني مانعٌ مِن إتمامِ الحجِّ والمناسكِ، وفائدتُه: أنَّ المُحرِمَ قد يُخشَى أنْ يمنعَه مانعٌ مِن إتمامِ الحجِّ كالمرضِ ونحوِه، فيريدُ أنْ يتحلَّلَ مِنَ الحجِّ إذا أتاه هذا المانعُ دُونَ أنْ يجبَ عليه فِديةٌ أو قضاءٌ.
وفي هذا الحديثِ لَمَّا دَخلَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على ضُبَاعةَ بنتِ الزُّبَيْرِ رضِي اللهُ عنها وسألَها عَن سببِ عدَمِ حَجِّها، فقال لها: لعلَّكِ أردْتِ الحجَّ؟ فقالت: واللهِ لا أَجِدُني إلَّا وَجِعةً، أي: إنِّي أجدُ نفْسي مريضةً، فقال لها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «حجِّي واشترطي»، ثم بَيَّن لها صلَّى الله عليه وسلَّم ما تقولُه في الاشتراطِ، فقال: «قُولي: اللَّهمَّ مَحلِّي حيثُ حبستَنِي» ومعناه: أنِّي حيثُ عجزْتُ عَنِ الإتيانِ بِالمناسكِ وانحبسْتُ عنها بسببِ قوَّةِ المرضِ تحلَّلتُ، ومكانُ تحلُّلي عَنِ الإحرامِ مكانُ حبستَنِي فيه عَنِ النُّسكِ بعلَّةِ المرضِ، وكانت ضُباعَةُ زوجةَ المقدادِ بنِ الأسودِ رضِي اللهُ عنهما.
وفي الحديث: أنَّ النَّسبَ لا يُعتبَرُ في الكفاءةِ، وإلَّا لَمَا جازَ لِلمقدادِ رضِي اللهُ عنه أنْ يتزَّوجَ ضُباعةَ رضِي اللهُ عنها؛ لأنَّها فوقَه في النَّسبِ.
وفيه: أنَّ الْمُحصَرَ يَحِلُّ حيثُ يُحبَسُ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/15440