الدعاء والالتجاء إلى الله من العلاجات الشرعية للأمراض

عن عطاء بن أبي رباح، قال: قالَ لي ابنُ عَبّاسٍ: ألا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلى، قالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْداءُ، أتَتِ النبيَّ ﷺ، فَقالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فادْعُ اللَّهَ لِي، قالَ: “”إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعافِيَكِ””. فَقالَتْ: أصْبِرُ، فَقالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فادْعُ اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعا لَها. (صحيح البخاري ٥٦٥٢).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
“”وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء، والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجع بأمرين: أحدهما: من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر: من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل، والله أعلم”” (فتح الباري شرح صحيح البخاري 10/ 99).