ما موقف المتبوعين من الأتباع يوم القيامة؟

قال الله عز وجل: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [سورة البقرة:166].
“”ظنّوا أن [الأنداد التي اتخذوها من دون الله] لها من الأمر شيئًا، وأنها تقرّبهم إليه، وتوصّلهم إليه؛ فخاب ظنهم، وبطل سعيهم، وحق عليهم شدة العذاب، ولم تدفع عنهم أندادهم شيئًا، ولم تُغْنِ عنهم مثقال ذرة من النفع، بل يحصل لهم الضرر منها من حيث ظنوا نفعها، وتبرأ المتبوعون من التابعين، وتقطعت بينهم الوصل التي كانت في الدنيا؛ لأنها كانت لغير الله، وعلى غير أمر الله””. [تفسير السعدي: ص٨٠]

أعلى درجات الندامة في الآخرة

قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [سورة البقرة:167]
قال السُّدّي: تُرفَع لهم الجنة، فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أطاعوا الله تعالى، ثم تُقسم بين المؤمنين؛ فذلك حين يندمون. وأضيفت هذه الأعمال إليهم من حيث هم مأمورون بها.. والحسرة أعلى درجات الندامة على شيء فائت””. [تفسير القرطبي: ٣/١١]

انقلاب أعمال الخاسرين حسرة وندامة

قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [سورة البقرة:167].
“”أعمالهم التي يؤملون نفعها وحصول نتيجتها انقلبت عليهم حسرة وندامة. وحينئذ يتمنى التابعون أن يُرَدُّوا إلى الدنيا فيتبرأوا من متبوعيهم؛ بأن يتركوا الشرك بالله، ويقبلوا على إخلاص العمل لله، وهيهات، فات الأمر، وليس الوقت وقت إمهال وإنظار””. [تفسير السعدي: ص٨٠].