من عظمت عليه نعم الله وجب عليه أن يتلقاها بعظيم الشكر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ إذا صَلّى قامَ حتّى تَفَطَّرَ رِجْلاهُ، قالَتْ عائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا، وَقَدْ غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؟، فَقالَ: “يا عائِشَةُ أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا” (صحيح مسلم ٢٨٢٠).
في هذا الحديثِ بيانٌ لحالِ النَّبيِّ ﷺ في العبادةِ واجتهادِه فيها؛ فإنَّه كان يقومُ مِن اللَّيل حتّى ترِمَ قدماه، أي: تتورَّمَ، ولَمّا سُئِل عن هذا الاجتهادِ وقد غفَر اللهُ له ذنبَه؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا، فمَن عظُمَتْ عليه نِعَمُ اللهِ، وجَب عليه أن يتلقّاها بعظيمِ الشُّكرِ، لا سيَّما أنبيائِه وصفوتِه مِن خَلْقِه، الَّذين اختارَهم، وخشيةُ العبادِ للهِ على قدرِ عِلمِهم به؛ فمعنى قوله ﷺ: «أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا»، أي: كيف لا أشكُرُه وقد أنعَمَ علَيَّ وخصَّني بخيرَيِ الدّارينِ؟!