أوّل مَن علّم البشرية الحجر الصحي

عن سَعْد بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا””. (صحيح البخاري 5396).
وسأل رجلٌ عَنِ الطَّاعُونِ فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَنَا أُخْبِرُكَ عَنْهُ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هُوَ عَذَابٌ أَوْ رِجْزٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَوْ نَاسٍ كَانُوا قَبْلَكُمْ؛ فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا دَخَلَهَا عَلَيْكُمْ فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارًا» (صحيح مسلم 2218).

من أسباب انتشار فيروس كورونا وغيره من الأوبئة الفتاكة

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؛ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الِّذِينَ مَضَوْا.
وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.
وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ. (أَخْرَجَهُ ابن ماجه 4019، والحاكم 8623، وقال: صحيح الإسناد. وحسنه الألباني).

(لم تظهر الفاحشة) أي: الزنا.
(بالسنين) أي: بالقحط.
(جَوْر): أي: ظلم.
(مُنعوا القَطْر) أي: المطر.

اطمئن: المرض لا ينتقل إلا بقدَر الله تعالى

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “”لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ”” (صحيح البخاري 5380)

(لا عدوى) مؤثرة بذاتها وطبعها شرعًا، وإنما ينتقل المرض من شخص لآخر بتقدير الله عز وجل.
(لا طِيَرة) هو نهي عن التشاؤم.
(هامة) اسم لطائر يطير بالليل كانوا يتشاءمون به.
(صفر) هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله فنهى الإسلام عن ذلك.
(المجذوم) المصاب بالجذام، وهو مرض يؤدي لتساقط الأعضاء.

من جوامع الأدعية النبوية في توقّي الأوبئة والفيروسات

عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ» (أخرجه أبو داود 1554 وصححه الألباني).

البرص: بياض يصيب الجِلْد
الجُذَام: هو الدَّاء المعروف يصيب الجلد والأعصاب وقد تتساقط منه الأطراف.
سيئ الأسقام: يشمل أي وباء جديد.

ماذا نفعل عند وقوع الوباء؟ وما أجر الصابرين عليه؟

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّها سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الطّاعُونِ، فَقالَ: كانَ عَذابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ على مَن يَشاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، ما مِن عَبْدٍ يَكونُ في بَلَدٍ يَكونُ فِيهِ، ويَمْكُثُ فيه لا يَخْرُجُ مِنَ البَلَدِ، صابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لا يُصِيبُهُ إلّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ شَهِيدٍ. (صحيح البخاري ٦٦١٩).

موتى الطاعون والأوبئة الصابرين على ما أصابهم شهداء

وعن عائشةَ رضي الله عنها أنها سألت النبيَّ ﷺ عن الطَّاعون، فقال: «إنَّه كان عذابًا يَـبْـعَـثُـهُ اللهُ على مَن يشاءُ، فجَعَلَهُ اللهُ رحمةً للمُؤمنينَ، فليس مِنْ عبدٍ يَـقَعُ الطاعون، فـيَمْكُثُ في بلدِه صابرًا، يَعْلَمُ أنَّه لن يصيبَهُ إلا ما كَـتَبَ اللهُ له، إلا كان له مِثْـلُ أَجْرِ الشَّهيدِ» [صحيح البخاري ٥٧٣٤].