إطعام الطعام من أعظم الأعمال الصالحة

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-:
“لأن أعوُل أهلَ بيتٍ من المسلمين شهرًا أو جمعةً أو ما شاء الله، أحبّ إليَّ من حجّة بعد حجةٍ، ولَطَبقٌ بدانقٍ أهديه إلى أخٍ لي في الله أحبّ إليَّ من دينارٍ أنفقه في سبيل الله -عز وجل-“. [صفة الصفوة ١/ ٣٧٣].

فرق كبير بين عطاء المال وعطاء الروح

يقول الأديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
رأيت ابنتي البارحة تأخذ قليلاً من الفاصوليا والأرز.. ثم وضعتها في صينية نحاس، وأضافت إليها الباذنجان والخيار وحبات من المشمش..
وهمَّت خارجةً.. فسألتها: لمن هذا؟
فقالت: إنه للحارس.. فقد أمرتني جدّتي بذلك..
فقلت: أحضري بعض الصحون.. وضعي كل حاجة في صحن .. ورتّبي الصينية.. وأضيفي كأس ماء ومعه الملعقة والسكين …
ففعلت ذلك ثم ذهبت ..
وعند عودتها سألتني لِمَ فعلت ذلك؟
فقلت: إن الطعام صدقة “”بالمال”” ..
أما الترتيب فهو صدقة “”بالعاطفة””..
والأول يملأ البطن.. والثاني يملأ القلب..
فالأول يُشْعِر الحارس أنه مُتسوّل أرسلنا له بقايا الأكل..
أما الثاني فيُشْعِره أنه صديق قريب أو ضيف كريم..
وهناك فرق كبير بين عطاء المال وعطاء الروح ..
وهذا أعظم عند الله وعند الفقير ..
فليكن إحسانكم ملفوفًا بكرم ومحبة.. لا بذل ومهانة.

الصدّيق يجمع أعمالا تدخله الجنة في يوم واحد

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ “” قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: “” فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ “” قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: “” فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ “” قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: “” فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ “” قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “” مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ “”. (صحيح مسلم 1028).

ضع خطة واضحة – تزود لرمضان

ضع خطة واضحة للعبادة الخاصة بشهر رمضان من تلاوة قرآن وصدقات ونوافل الصلاة، وذِكْر الله، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام، مع مراعاة تحرّي الكسب الحلال، وغير ذلك من أبواب الخير، وكن واقعيًّا في التخطيط للشهر، ولا تُكلّف نفسك ما لا تستطيع تنفيذه.

من أحب الأعمال إلى الله أن تكون نافعًا لإخوانك

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رجلاً جاء إلى النبيِّ ﷺ فقال يا رسولَ اللهِ: أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ وأيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ تعالى أنفعُهم للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ يُدخلُه على مسلمٍ، أو يكشفُ عنه كُربةً، أو يقضي عنه دَينًا، أو يطردُ عنه جوعًا، ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ (يعني مسجدَ المدينةِ) شهرًا، ومن كفَّ غضبَه ستر اللهُ عورتَه، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يمضيَه أمضاه ملأ اللهُ قلبَه رجاءَ يومِ القيامةِ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبت اللهُ قدمَه يومَ تزولُ الأقدامُ” (أخرجه الطبراني في الكبير (3/209) وصححه الألباني في الصحيحة 906).

الإخلاص لله في سائر الأعمال من أهم أسباب النجاة في الآخرة

﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 – 12].
قال السعدي: ” {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} أي: وهم في حال يحبون فيها المال والطعام، لكنهم قدموا محبة الله على محبة نفوسهم، ويتحرون في إطعامهم أولى الناس وأحوجهم {مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} . ويقصدون بإنفاقهم وإطعامهم وجه الله تعالى، ويقولون بلسان الحال: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} أي: لا جزاء ماليا ولا ثناء قوليًّا” (تفسير السعدي ص901).

الحث على المواساة في الطعام

‏قال رسول الله ﷺ: “طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ”(صحيح مسلم 2058).
قال النووي رحمه الله: “هذا فيه الحث على المواساة في الطعام؛ وأنه وإن كان قليلاً حصلت منه الكفاية المقصودة، ووقعت فيه بركة تعم الحاضرين عليه”.

فضل الصيام وإطعام الطعام وإلانة الكلام وصلاة القيام

قال رسول الله ﷺ: «إنَّ في الجنة غرفًا يُرَى ظاهرها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها، أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام» (صحيح الجامع الصغير وزيادته)