الذنوب سبب المصائب التي تصيب الإنسان في الدنيا
قال الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [سورة الروم: 36].
قال البقاعي رحمه الله: ولما كانت المصائب مسببة عن الذنوب، قال منبهًا لهم على ذلك، منكرًا قنوطهم وهم لا يرجعون عن المعاصي التي عُوقِبُوا بسببها: ﴿بما قدمت أيديهم﴾. [نظم الدرر: ١٥/٩٥]
وقال ابن عاشور رحمه الله: قَوْلُهُ ﴿بما قدمت أيديهم﴾ لتنبيهِهِم إِلَى أَنَّ ما يصيبهم من حالَة سيئة في الدنيا إِنمَا سببها أَفْعالُهم الَّتي جعلَها اللَّه أَسبابا لمُسببات مؤثرة، لا يحيطُ بِأَسرارِها ودقَائقها إِلا اللَّه تعالَى، فَما علَى الناسِ إِلا أَن يحَاسبوا أَنْفُسهم ويجْروا أَسباب إِصابةِ السيئات، ويتداركُوا ما فَات، فَذلكَ أَنجَى لَهم من السيئات وأَجدر من الْقُنوط. [التحرير والتنوير: ٢١/١٠١].