أهمية الصلاة في محو الخطايا ورفع الدرجات
عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: “مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جارٍ، غَمْرٍ على بابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرّاتٍ” (صحيح مسلم ٦٦٨).
ضرْبُ الأَمثالِ يُقرِّبُ المَعانِي للأَذهانِ، وهوَ مِن أَساليبِ تَعليمِه ﷺ لأَصحابِه؛ كَما في هذا الحَديثِ؛ حيثُ ضرَبَ مثَلاً رائعًا، شبَّه فيه الدَّنَسَ المَعنويَّ بالوسَخِ الحسِّيِّ، فكَما أنَّ الاغتِسالَ يَمحُو الوسَخَ، فكذلكَ جُعلتِ الصَّلاةُ لمَحْوِ الخَطايا والذُّنوبِ، فقالَ: «مَثَلُ الصَّلواتِ الخَمسِ»، أي: في مَحوِها الذُّنوبَ، وإذهابِ أدْرانها؛ كمثلِ «نَهرٍ جارٍ غمْرٍ» نهرٍ طيِّبٍ كَثيرٍ، «على بابِ أَحدِكُم» مُبالغةً في سُهولتِهِ وقرْبِ تَناولِهِ وغَفلةِ النّاسِ عن ذلكَ، «يَغتسِلُ منهُ كلَّ يومٍ خمسَ مرّاتٍ»؛ فالجامعُ بينَ الاغتِسالِ والصَّلاةِ أنَّ كلاًّ مِنهما يُزيلُ الأَقذارَ والدَّنَسَ.