تحريم إهانة المسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “إذا قاتَلَ أحَدُكُمْ أخاهُ، فلا يَلْطِمَنَّ الوَجْهَ”.
قاتل: تشاجر.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “إذا قاتَلَ أحَدُكُمْ أخاهُ، فلا يَلْطِمَنَّ الوَجْهَ”.
قاتل: تشاجر.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: “عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ” (صحيح البخاري ٣٤٨٢).
خَشَاشِ الْأَرْضِ: هوامّها وحشراتها.
عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ، أوْ كما قالَ”.(صحيح مسلم ٢٦٢١).
في هذا الحديثِ يَحكي النبيُّ ﷺ أنَّ رَجلًا قال: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لِفلانٍ؛ قالَه استِكثارًا، أو استِكبارًا لذَنبِه، أو تَعظيمًا لنَفْسِه حينَ جَنى عَليه، فَقال ربُّ العزَّةِ: مَن ذا الَّذي يَتأَلّى عَليَّ؟! أي: يَتحَكَّمُ عليَّ ويَحلِفُ باسمِي أنَّي لا أَغفِرُ لفُلانٍ؟! فإِنِّي قدْ غَفرتُ لفُلانٍ؛ وأَحبطتُ عَملَك، أي: أَذهبتُه سُدًى وأَبطلْتُه؛ وذلكَ لأنَّه قالَ ما قالَ إِعجابًا بعَملِه، وإِعجابًا بنَفسِه، واستِكبارًا عَلى عِبادِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
في الحديثِ: النَّهيُ عنِ الكِبْرِ والعُجْبِ.
وفيهِ: النَّهيُ عنِ احتِقارِ أَحدٍ منَ المُسلمينَ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “إذا قالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النّاسُ فَهو أهْلَكُهُمْ”. (صحيح مسلم ٢٦٢٣).
اتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم، وتفضيل نفسه عليهم، وتقبيح أحوالهم؛ لأنه لا يعلم سر الله في خلقه. وفي هذا الحديث يُبيِّنُ النَّبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ أنَّ الرَّجلَ إِذا قال: هَلكَ النّاسُ، أيِ: استَوجَبوا النّارَ بِسوءِ أَعمالِهم؛ فهوَ أَهلَكُهم، رُوِيَ: أَهلَكُهم عَلى وَجهينِ مَشهورَين؛ ضَمُّ الكافِ وفَتحُها، ورِوايةُ الضَّمِّ أَشهَرُ ومَعناها: أَكثَرُهم هَلاكًا، وهوَ الرَّجلُ يُولعُ بعيبِ النّاسِ، ويَذهبُ بنَفسِه عُجبًا، ويَرى له فَضلًا عَليهِم. ورِوايةُ الَفتْحِ مَعناها: هوَ جَعَلَهم هالِكينَ لا أَنَّهم هَلَكوا في الحَقيقةِ.
في الحديثِ: النَّهيُ عنِ العُجبِ والكِبْرِ.
وفيهِ: النَّهيُ عنِ القُنوطِ مِن رَحمةِ اللهِ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “لا يَزالُ يُسْتَجابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعاءَ” (صحيح مسلم ٢٧٣٥).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي” (صحيح البخاري ٦٣٤٠).
يُرشِدُنا النبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ إلى أَدبٍ مِن آدابِ الدُّعاءِ: وهو أنْ يُلازِمَ العبدُ الطَّلَبَ في دُعائِه ولا يَيْأسَ مِن الإجابةِ؛ لِما في ذلك مِن الانقِيادِ والاستِسلامِ وإظهارِ الافتِقارِ.
وإذا قال: دَعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي؛ يكون كالمانِّ بدُعائِه على الله تعالى، أو أنَّه يَرى أنَّه أتى مِن الدُّعاءِ ما يَستحِقُّ به الإجابةَ على الله، وهذا سُوءُ أَدَبٍ مع الله تعالى.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
“وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فإن إلقاء الأذى في الطريق سيئة”. [شرح رياض الصالحين:١/٢٩٠]
قال ابن عقيل الحنبلي رحمه الله:
“تأملت في الأخلاق؛ فإذا أَشَدُّهَا وَبَالاً على صاحبها الحسد” [الآداب الشرعية: ١/١٠٣]
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
“أما الخبز واللحوم وأنواع الأطعمة فلا يجوز طرحها في البيارات (القمامة)، بل يجب دفعها إلى من يحتاج إليها، أو وضعها في مكان بارز لا يُمْتَهن؛ رجاءَ أن يأخذها مَن يحتاجها إلى دوابه، أو يأكلها بعض الدواب والطيور، ولا يجوز وضعها في القمامة ولا في المواضع القذرة ولا في الطريق؛ لما في ذلك من الامتهان لها، ولما في وضعها في الطريق من الامتهان وإيذاء من يسلك الطريق”
قال سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه:
“إن الله تعالى إذا أراد بعبد شرًّا، أو هلكة نزع منه الحياء”. [تهذيب حلية الأولياء ١/ ١٦٤].
قال الأحنف بن قيس رحمه الله:
“أو لا أخبركم بأدوأ الداء: اللسان البذيء، والخلق الدنيء”. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٢١٢].