أهمية وفضل صلاة الوتر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “”الوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء، والوتر أفضل من جميع تطوعات النهار، كصلاة الضحى، بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل. وأوكد ذلك الوتر، وركعتا الفجر. (مجموع الفتاوى 23/88).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “”الوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء، والوتر أفضل من جميع تطوعات النهار، كصلاة الضحى، بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل. وأوكد ذلك الوتر، وركعتا الفجر. (مجموع الفتاوى 23/88).
عن السَّائِب بن يزيد رضي الله عنه قَال: “”كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً””.
قَالَ: “”وَكَانُوا يَقْرَءُونَ بِالْمَئِينِ، وَكَانُوا يَتَوَكَّئُونَ عَلَى عِصِيِّهِمْ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ شِدَّةِ الْقِيَامِ”” أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.
صلاة الوتر ركعة تختم صلاة الليل التي تصلى قبلها شفعا، ولها أحكام نتعرف عليها في هذا الملف.
ابتعد عن السهر، وجَرِّب من الآن النوم مبكرًا والاستيقاظ قبل الفجر بساعة أو أكثر تدرُّبًا على القيام ومناجاة السحر.
شهر رمضان تكثر فيه الصلوات، من تراويح وتهجد ونوافل؛ فلكي تعتاد على طول الوقوف فيها دون إرهاق أو تعب؛ خَصِّص لقيام الليل وقتًا أطول بدءًا من الآن.
قال الله جل وعلا: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [سورة البقرة: 51].
خصَّ الليل بالذكر؛ إشارة إلى أنَّ ألذ المناجاة فيه. (تفسير البقاعي 1/١٣٣).
عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ. قَالَ: وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيِ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ. فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ. فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “” نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ “”. قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا. (صحيح مسلم ٢٤٧٩).
عن بِلالٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: «عليكُمْ بِقيامِ اللَّـيْـلِ؛ فإِنَّـهُ دَأبُ الصَّالِحينَ قَبلكُم، وإِنَّ قِيامَ اللَّيلِ قُربَـةٌ إلى اللهِ، ومَنْهاةٌ عنِ الإِثْمِ، وتكفِيرٌ للسَّيِّـئاتِ، ومَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عنِ الجَسَدِ». [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع ٤٠٧٩].
«عَليكم بقيامِ اللَّيلِ»، الزَموا قيامَ اللَّيلِ، وداوِموا عليه، وحافِظوا على أدائِه.
«دَأْبُ الصّالِحينَ قَبلَكم»، فهو سُنَّةُ الصّالِحينَ وعادَتُهم وشَأنُهم مِمَّنْ كانَ قَبلَكم مِنَ الأُمَمِ السّابِقةِ.
«وإنَّ قيامَ اللَّيلِ قُربةٌ إلى اللهِ»، فمَن صلّى قيامَ اللَّيلِ فإنَّه يَتقَرَّبُ ويَتوَدَّدُ إلى اللهِ بصَلاتِهِ تلك.
«ومَنْهاةٌ عنِ الإثْمِ»، والمَعنى: أنَّ مَن واظَبَ على قيامِ اللَّيلِ فإنَّه يَنهاهُ ويَمنَعُه منِ الوُقوعِ في الآثامِ والرَّذائلِ.
«وتَكفيرٌ لِلسَّيِّئاتِ»، ومَحوٌ لِلخَطايا، ومَغفِرةٌ لِلذُّنوبِ.
«ومَطرَدةٌ لِلدّاءِ عَنِ الجَسَدِ»، فقيامُ الليلِ يَطرُدُ الأمراضَ والأدواءَ عَنِ الجِسمِ.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ إذا صَلّى قامَ حتّى تَفَطَّرَ رِجْلاهُ، قالَتْ عائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا، وَقَدْ غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؟، فَقالَ: “يا عائِشَةُ أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا” (صحيح مسلم ٢٨٢٠).
في هذا الحديثِ بيانٌ لحالِ النَّبيِّ ﷺ في العبادةِ واجتهادِه فيها؛ فإنَّه كان يقومُ مِن اللَّيل حتّى ترِمَ قدماه، أي: تتورَّمَ، ولَمّا سُئِل عن هذا الاجتهادِ وقد غفَر اللهُ له ذنبَه؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا، فمَن عظُمَتْ عليه نِعَمُ اللهِ، وجَب عليه أن يتلقّاها بعظيمِ الشُّكرِ، لا سيَّما أنبيائِه وصفوتِه مِن خَلْقِه، الَّذين اختارَهم، وخشيةُ العبادِ للهِ على قدرِ عِلمِهم به؛ فمعنى قوله ﷺ: «أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا»، أي: كيف لا أشكُرُه وقد أنعَمَ علَيَّ وخصَّني بخيرَيِ الدّارينِ؟!
قال رسول الله ﷺ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتهُ النَّومَ بِالَّليْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ». (مسند أحمد 6626، وصححه الألباني في صحيح الجامع 3882).