ضوابط مهمة في التنعم بالحلال الطيب
قال رسول الله ﷺ: كُلوا وتصدَّقوا والبَسوا، في غير إسراف ولا مَخيَلة.
إسراف: زيادة عن الحد وتبذير النعمة. مخيلة: تكبُّر وافتخار على الآخرين.
قال رسول الله ﷺ: كُلوا وتصدَّقوا والبَسوا، في غير إسراف ولا مَخيَلة.
إسراف: زيادة عن الحد وتبذير النعمة. مخيلة: تكبُّر وافتخار على الآخرين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها؛ قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) النساء: 131.
ووصى النبي ﷺ معاذًا لما بعثه إلى اليمن فقال: “يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخُلق حسن”، ثم إنه ﷺ وصَّاه هذه الوصية، فعلم أنها جامعة، وهي كذلك لمن عقلها.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده؛ فقال ﷺ: “ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يَستعفف يعفّه الله، ومَن يَستغن يُغنه الله، ومَن يَتصبر يُصَبِّره الله، وما أُعْطِيَ أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر”.
عن أبي بكرة، أن النبي ﷺ قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب».
عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي ﷺ في موعظة أشد غضبًا من يومئذ، فقال: «أيها الناس، إنكم منفّرون، فمن صلى بالناس فليخفّف، فإن فيهم المريض، والضعيف، وذا الحاجة».
لا أكاد أدرك الصلاة: أتأخر عن صلاة الجماعة أحيانًا فلا أدركها.
مما يطول: بسبب تطويل.
إنكم منفرون: تتلبسون بما ينفّر أحيانًا.
فليخفّف: أي بحيث لا يطيل الصلاة
عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ، قال: «يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا، ولا تنفروا»
بشروا: من البشارة وهي الإخبار بالخير.
ولا تنفروا: بذكر التخويف وأنواع الوعيد
عن أبي بكرة، أن النبي ﷺ قال: «أي يوم هذا»، فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه، قال: «أليس يوم النحر» قلنا: بلى، قال: «فأي شهر هذا» فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: «أليس بذي الحجة» قلنا: بلى، قال: «فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه».
يوم النحر: أي اليوم الذي تنحر فيه الأضاحي أي تذبح، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة.
حرام: يحرم عليكم المساس بها والاعتداء عليها.
في بلدكم هذا: مكة.
الشاهد: الحاضر.
أوعى له: أفهم للحديث.
عن عائشة، أن النبي ﷺ دخل عليها وعندها امرأة، قال: «من هذه؟» قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: «مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا»، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه.
تذكر من صلاتها: كثرة صلاتها وأنها لا تنام الليل.
مه: اسم فعل بمعنى اكفف.
عليكم بما تطيقون: اشتغلوا بما تستطيعون المداومة عليه من الأعمال.
لا يمل الله حتى تملوا: لا يقطع عنكم ثوابه إلا إذا انقطعتم عن العمل بسبب إفراطكم فيه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: “انْظُرُوا إلى مَن أسْفَلَ مِنكُمْ، ولاَ تَنْظُرُوا إلى مَن فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أجْدَرُ أنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ” صحيح البخاري: ٦٤٩٠، وفي رواية: “إذا نَظَرَ أحَدُكُمْ إلى مَن فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي المالِ، والخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هُوَ أسْفَلَ مِنهُ، مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ” صحيح مسلم: ٢٩٦٣
قال النووي رحمه الله: “هَذا حَدِيثٌ جامِعٌ لأنْواعٍ مِنَ الخَيْرِ؛ لأنَّ الإنْسانَ إذا رَأى مَن فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيا طَلَبَت نَفْسُهُ مِثْلَ ذَلِكَ، واسْتَصْغَرَ ما عِنْدَهُ مِن نِعْمَةِ اللهِ، وحَرَصَ عَلى الازْدِيادِ لِيَلحَقَ بِذَلِكَ، أو يُقارِبَهُ. هَذا هُوَ المَوْجُودُ فِي غالِبِ النّاسِ، وأمّا إذا نَظَرَ فِي أُمُورِ الدُّنْيا إلى مَن هُوَ دُونَهُ فِيها، ظَهَرَتْ لَهُ نِعْمَةُ اللَّهِ تَعالى عَلَيْهِ، فَشَكَرَها، وتَواضَعَ وفَعَلَ فِيه الخَيْرَ” شرح النووي على صحيح مسلم: ٦/ ٩٧
عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله ﷺ: “فمَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النّارِ، وَيُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهو يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إلى النّاسِ الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتى إلَيْهِ”
صحيح مسلم ١٨٤٤
“فلتأتِهِ مَنِيَّتُهُ”، أي: الموتُ وهو يُؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ، وذلك بالمُداوَمةِ على الإيمانِ حتَّى يأتِيَهِ الموتُ.
“ولْيأتِ إلى الناسِ الذي يُحبُّ أنْ يُؤتَى إليه”، أي: يعاملُ الناسَ في كلِّ أُمورِه بما يُحِبُّ أن يُعامِله الناسُ بِه.