لن تعطي والديك حسنة، لكنك ستعطي من اغتبته
أكثر فكرة تُرعبني يوم الحساب أني لن أُعطي أمي وأبي أيّ حسنة رغم حبي لهم..
لكنّي سأُعطي حسناتي “”رغمًا عني”” لمن كرهته! ذاك الذي اغتبته.
أكثر فكرة تُرعبني يوم الحساب أني لن أُعطي أمي وأبي أيّ حسنة رغم حبي لهم..
لكنّي سأُعطي حسناتي “”رغمًا عني”” لمن كرهته! ذاك الذي اغتبته.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ””. ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا”” (صحيح البخاري 218)
ترجم الحافظ ابن حجر لأحد الرجال فذكر ذكاءه وعلومه، ثم قال: “”وتغيّر ذهنه في أواخر عمره، ونسي غالب محفوظاته حتى القرآن، ويقال: إن ذلك كان عقوبة له لكثرة وقيعته في الناس”” (الدرر الكامنة ٦/٢٤).
قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات / 12].
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح في النفوس. وقال قتادة: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا كذلك يجب أن يمتنع من غيبته حيا. [القرطبي:١٩/٤٠٣].
فجعل جهة التحريم كونه أخاًً أخوة الإيمان، ولذلك تغلظت الغيبة بحسب حال المؤمن؛ فكلما كان أعظم إيماناً كان اغتيابه أشد. [ابن تيمية:٦/٦٢].
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشرَ مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإِيمانُ قَلبَهُ؛ لا تغتَابُوا المسلمين، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ مَن اتَّبَعَ عَوراتِهم يَتَّبِع اللهُ عورتَهُ، وَمَن يَتَّبِعِ اللهُ عورتَهُ يَفْضَحْه في بيته» (أخرجه أبو داود 4880 وصححه الألباني).
قال رسول الله ﷺ: “إنَّ أحَبَّكم إليَّ أحسَنُكم أخلاقًا، المُوطَّؤونَ أكنافًا الَّذينَ يألَفونَ ويُؤلَفونَ، وأبغَضَكم إلى اللهِ: المشَّاؤُونَ بالنَّميمةِ، المُفرِّقونَ بَيْنَ الأحبَّةِ، المُلتَمِسونَ للبُرَآءِ العَنَتَ” (حسنه الألباني في صحيح الترغيب ٢٦٥٨).
العنت: المشقة.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: ” ليكن حظ أخيك منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه”.
يقول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12].
سوء الظن من أكبر العقبات التي تحول بين ترابط المسلمين فيما بينهم.
يقول الحافظ ابن حجر عن أحد حُفاظ الحديث وهو الحافظ ابن سند: “ونسي غالب محفوظاته؛ حتى القرآن! ويقال: إن ذلك كان عقوبة له؛ لكثرة وقيعته في الناس” الدرر الكامنة: 6/24].
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: “مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ” (صحيح البخاري 6109).
(يضمن) يحفظه ويؤدي حقه.
(ما بين لحييه) أي: لسانه.
(ما بين رجليه) أي: فَرجه.