سعة مفهوم العبادة عند السلف الصالح
قال عبد الكريم بن مالك رحمه الله:
«أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكَفّ عن أعراض الناس».
قال عبد الكريم بن مالك رحمه الله:
«أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكَفّ عن أعراض الناس».
قال ابن القيم رحمه الله:
«ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ، والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر الحرام وغير ذلك، ويصعب عليه التحفُّظ والاحتراز من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشَار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلْقِي لها بالًا، ينزل في النار بالكلمة الواحدة أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورّع عن الفواحش، والظلم، ولسانه يقطع، ويذبح في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي بما يقول».
قال أبِو الدَّرْداءِ، رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهُ: “إنْ قارَضْتَ النّاسَ قارَضُوكَ، وإنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ»، قالَ: فَما تَأْمُرُنِي؟ قالَ: «أقْرِضْ مِن يَوْمِ عَرَضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ» حلية الأولياء ١/٢١٨
“إن قارضت الناس قارضوك”: إن طعنت عليهم، ونِلْتَ منهم بلسانك؛ فعلوا مثل ذلك بك.
“أقرض من عرضك ليوم فقرك”: أراد مَن شتمك منهم فلا تشتمه، ومَن ذكرَك بسوءٍ فلا تذكره، ودع ذلك قرضًا لك عليه ليوم الجزاء والقصاص.
قال أبو ذر رضي الله عنه: “الصّاحِبُ الصّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الوحْدَةِ، والوحْدَةُ خَيْرٌ مِن صاحِبِ السُّوءِ، ومُمَلِّ الخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ الصّامِتِ، والصّامِتُ خَيْرٌ مِن مُمَلِّ الشَّرِّ”
قال يحيى بن معاذ رحمه الله:
«القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها، ومغارفها ألسنتها؛ فانتظر الرجل حتى يتكلم؛ فإن لسانه يَغترف لك ما في قلبه، من بين حلو وحامض، وعذب وأجاج، يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه» (حلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 63).
قال رسول الله ﷺ: (ليس المؤمنُ بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفَاحِش ولا البَذِيء) (أخرجه البخاري في الأدب المفرد 312، والترمذي 1977، وصححه الألباني).
“”(ليس المؤمن بالطَّعَّان) أيْ: الوقَّاع في أعراض الناس بنحو ذمّ أو غيبة.
(ولا اللَّعَّان) أي: الذي يُكثر لعن الناس بما يبعدهم من رحمة ربهم.
(ولا الفاحش) أي: ذي الفحش في كلامه وفعاله، (ولا البذيء) أي: الفاحش في منطقه وإن كان الكلام صدقًا”” (فيض القدير 5/360).
عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبيِّ ﷺ فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، وفي رواية عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ ﷺ: «إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ اليَأسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ» (أخرجه أحمد (٢٣٥٤٥) وابن ماجه (٤١٧١) وصححه الألباني).
كثير هم الذين يحققون معنى الصيام الصوريّ بمعنى الإمساك عن الأكل والشرب،
لكن قليل مَن يحقق معنى الصيام الحقيقي بمعنى حفظ اللسان وضبطه عن قول الزور والباطل.
مسكين مَن يحرم نفسه من الطعام طول النهار، لكنه يأكل لحوم الناس؛ فكيف يكون الصيام؟
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “”إذا صمتَ فليصُمْ سَمْعُك وبَصَرُك ولسانك عن الكذب والمحارم””
“07778 3 أمور لتحسين الصيام
لا بد في الصيام من:
1- كفّ البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
2- كفّ النظر واللسان واليد والرِّجل والسمع وسائر الجوارح عن الآثام.
3- صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار المبعدة عن الله تعالى، وكفّه عما سوى الله بالكلية.
قال ﷺ: (إذا كان يومُ صَومِ أحَدِكُم، فلا يَرفُثْ، ولا يَصخَبْ، فإنْ سابَّه أحَدٌ أو قاتَلَه فليَقُلْ: إنِّي امْرؤٌ صائِمٌ) متفق عليه.