المدارة من أخلاق المؤمنين، فما هي؟
قال أبو الحَسن بن بَطال -رَحِمَه الله تَعَالى-:
“”المدارة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول”” [فَتح الباري 10/٥٢٨].
قال أبو الحَسن بن بَطال -رَحِمَه الله تَعَالى-:
“”المدارة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول”” [فَتح الباري 10/٥٢٨].
كان التابعي زبيد بن الحارث إذا كانت ليلة مطيرة، طاف على عجائز الحيّ ويقول:
“”ألكم في السوق حاجة؟”” (سير أعلام النبلاء 5/ 298).
هذه هي أخلاق السلف الصالح رحمهم الله: مراعاة أحوال الناس -خاصَّة- النساء، وذلك بتفقد حوائجهم، والنظر في أحوالهم، وها نحن بين يدي محنة انتشار وباء، وأحيانًا يأتي فصل الشِتاء؛ فحريٌ بكل مسلم أن يتفقد أحوال أهل الحاجة، من الأقارب والجيران وغيرهم، وتقديم يد العون فيما ينفعهم من الضروريات التي يحتاجونها.
أفضل ما تدخره لأولادك: تقوى الله وحسن الخُلق؛
قال الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: ٩].
قال ابن القيم رحمه الله:
“وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: الصبر والعفة والشجاعة والعدل.
فالصبر: يحمله على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة، والرفق وعدم الطيش والعجلة.
والعفة: تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح، وتحمله على الحياء وتمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة.
والشجاعة: تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق، وعلى البذل والكرم، وتحمله على كظم الغيظ؛ فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها ويكبحها بلجامها عن النزغ والبطش.
والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط”.
(مدارج السالكين 2 / 308- بتصرف واختصار).
قال رسول الله ﷺ: “إنَّ أحَبَّكم إليَّ أحسَنُكم أخلاقًا، المُوطَّؤونَ أكنافًا الَّذينَ يألَفونَ ويُؤلَفونَ، وأبغَضَكم إلى اللهِ: المشَّاؤُونَ بالنَّميمةِ، المُفرِّقونَ بَيْنَ الأحبَّةِ، المُلتَمِسونَ للبُرَآءِ العَنَتَ” (حسنه الألباني في صحيح الترغيب ٢٦٥٨).
العنت: المشقة.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: ” ليكن حظ أخيك منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه”.
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أن رسولَ اللَّهِ ﷺ قال: «لا تحقِرَنَّ مِنَ المعروف شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوجْهٍ طَلقٍ» (أخرجه مسلم: 2626).
طلق: ليِّن، سهل، مبتسم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله -ﷺ- : «مَن نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة من كُرَب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة، ومن يَسَّرَ على مُعْسِر يَسَّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أَخيهِ» (أخرجه مسلم 2699).
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ؛ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي. [رواه مسلم ٢١٥٩].
َقالَ رَسُولُ الله ﷺ لأشج عبد القيس: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ؛ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ» [رواه مسلم: 18]
قال حبيب بن أبي ثابت رحمه الله: “من حُسن خُلُق الرجل أن يحدِّث صاحبه وهو يبتسم” (روضة العقلاء: ص ٧٧)