الخوف من الرياء لا ينبغي أن يمنع العبد من العمل الصالح

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ومَن كان له وِرْدٌ مشروعٌ من صلاة الضحى، أو قيام ليلٍ، أو غير ذلك، فإنَّه يُصلّيه حيث كان، ولا ينبغي له أن يَدَع وِرْدَهُ المشروع لأجل كونه بين الناس؛ إذا علم الله من قلبه أنه يفعل سرًّا لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء، ومفسدات الإخلاص»

عاجِل بُشرى المؤمن

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله ﷺ: أرأيتَ الرجلَ يعمل العملَ من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: «تلك عاجِل بُشرى المؤمن» صحيح مسلم ٢٦٤٢.
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
«إذا عمل العمل لله خالصًا ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك؛ ففرح بفضل الله ورحمته، واستبشر بذلك لم يُضيره ذلك».
جامع العلوم والحكم ١/ ٨٣.

‏إخلاص التواضع لله تعالى تقربًا إليه، وطلبًا لثوابه

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
«وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ» تنبيه على حسن القصد والإخلاص لله في تواضعه؛ لأن كثيرًا من الناس قد يُظهر التواضع للأغنياء ليصيب من دنياهم، أو للرؤساء لينال بسببهم مطلوبه، وقد يُظهر التواضع رياء وسمعة، وكل هذه أغراض فاسدة، لا ينفع العبد إلا التواضع لله تقربًا إليه، وطلبًا لثوابه وإحسانه إلى الخلق، فكمال الإحسان، وروحه الإخلاص لله»

حُسْن القصد والإخلاص لله في التواضع

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
«فلو تواضع ليرفعه الله سبحانه لم يكن متواضعًا، فإنه يكون مقصوده الرفعة، وذلك ينافي التواضع، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله» صحيح مسلم: 2588.

تعريف التقوى وقبول أعمال المتقين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«التقوى هي فعل ما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه» مجموع الفتاوى ١٠/ ٦٦٧.
وقال: «وعند أهل السُّنة والجماعة يُتقَبَّل العمل مِمَّن اتقى الله فيه، فَعَمِلَه خالصًا لله مُوافقًا لأمرِ الله، فمَن اتقاه في عمل تَقَبَّلَهُ منه، وإن كان عاصيًا في غيره، ومَن لم يتقه فيه لم يَتَقَبَّله منه وإن كان مُطِيعًا في غيره»

لمَن أحبَّ أن يلحق بدرجة الأبرار ويتشبه بالأخيار

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والجنة ليس فيها شمسٌ ولا قمرٌ ولا ليل ولا نهار، لكن تُعرَف البكرة والعشية بنور يظهر مِن قِبَل العرش»

خوف مذمة الناس وحب مدحهم سبب للهلاك

قال ابن قدامة المقدسي -رحمه الله-:
“واعلم أن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمَّة الناس، وحُبّ مدحهم، فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق رضا الناس، رجاء المدح، وخوفًا من الذم، وذلك من المهلكات.
ولم يزل المخلصون خائفين من الرياء الخفيّ، يجتهدون في مخادعة الناس عن أعمالهم الصالحة. ويحرصون على إخفائها أعظم ما يحرص الناس على إخفاء فواحشهم، كلّ ذلك رجاء أن يخلص عملهم؛ ليجزيهم الله- تعالى- في القيامة بإخلاصهم.

خمسة أشياء لا تتم سلامة القلب بدونها

قال تعالى: (يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 88-89.
قال ابن القيم -رحمه الله-: “فهذا القلب السليم في جنَّة معجَّلة في الدنيا، وفي جنَّة في البرزخ، وفي جنَّة يوم المعاد، ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شركٍ يُناقض التوحيد، وبدعة تخالف السُّنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، ومن هوًى يناقض الإخلاص”.

تفسير قول الله: أسلم وجهه لله وهو محسن

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ النساء: 125.
قال ابن كثير: “(مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أي: أخلص العمل لربه فعمل إيمانًا واحتسابًا، (وهو مُحْسِن)، أي: اتبع في عمله ما شرعه الله له، وما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق، وهذان الشرطان لا يصحُّ عمل عامل بدونهما، أي: يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون متابعًا للشريعة فيصح ظاهره بالمتابعة، وباطنه بالإخلاص، فمتى فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد”.

متى تكون الأعمال مقبولة عند الله سبحانه؟

س- متى تكون الأعمال مقبولة عند الله سبحانه؟
ج- بشرطين:
1- إذا كانت خالصة لوجه الله تعالى. ۲- وإذا كانت على سُنة النبي ﷺ.

استحضار النية الصالحة في المباحات

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
” فإن مَن قصد بكَسْبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانة بذلك على القيام بحق الله وقيامه بالواجبات والمستحبات، واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وراحاته ومكاسبه؛ انقلبت عاداته عبادات، وبارك الله للعبد في أعماله، وفتح له من أبواب الخير والرزق أمورًا لا يحتسبها ولا تخطر له على بالٍ، ومن فاتته هذه النية الصالحة لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه. وفي الصحيح عنه ﷺ أنه قال: “إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أُجِرْتَ عليه، حتى ما تجعله في فيِّ امرأتك” (بهجة قلوب الأبرار: ص٩).