لا تغتر بكثرة نعم الله عليك
قال الله تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (الأعراف: 182)
“”نُسبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر””. (سفيان الثوري)
قال الله تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (الأعراف: 182)
“”نُسبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر””. (سفيان الثوري)
اشكر الله على نعمة أن بلَّغك شهر رمضان،
فكم من عزيز لم يدركه!؛
ولو سألته في قبره عن أمنيته؛ لتمنى أن يعود ليعمل عملاً صالحًا.
ولكنك والحمد لله تستطيع ذلك؛ فاغتنم شهر رمضان.
إذا بلغت شهر رمضان، ووضعت قدمك على أعتابه؛ فتذكر نعمة الله عليك أن بلَّغك هذا الشهر، فكم مِن قلب حنَّ إليه، ولكن انقطع به الأجل.
إذا بلغت شهر رمضان تذكر أن أناسًا حالَ بينهم وبين الصيام والقيام الآلام والأمراض والأسقام؛ فهم على الأَسِرَّة البيضاء؛ فاحمد الله أن عافاك ومتَّعك بالصحة.
وأنت تستقبل رمضان احمد الله؛ فكم من مصاب في دينه في السنة الماضية؛ كفر بعد إيمان، ونافق بعد صدق وصلاح، وزاغ بعد إبصار، وضل بعد هدًى، وأنت تتبوأ رياض الإسلام اليانعة. فقل الحمد لله.
وأنت تستقبل رمضان احمد الله تعالى أن عفاك؛ فلم تكن مصابًا في حوادث السنة الماضية، فكم من نفس سليمة معافاة هي الآن مصابة بأنواع من الأدواء الكثيرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “”انظروا إلى مَن أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم، فهو أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ الله”” (صحيح مسلم ٢٩٦٣)
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى: “”فمن وُفِّق للاهتداء بهذا الهدي الذي أرشد إليه النبي ﷺ لم يزل شكره في قوة ونموّ، ولم تزل نعم الله عليه تترى وتتوالى، ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله، ويفقد شكره، ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم وتسابقت إليه النقم”” (بهجة قلوب الأبرار).
قول الله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }[البقرة: 158]
قال العلامة السعدي: “”ومِن شكره لعبده: أن مَن ترك شيئًا لله أعاضه الله خيرًا منه، ومَن تقرَّب منه شبرًا تقرَّب منه ذراعًا، ومَن عَامَله رَبِحَ عليه أضعافًا مضاعفة””.
قـال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35]
قال ابن زيد: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك؛ لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون. [تفسير الطبري: ١٨/٤٤٠].
قـال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35].
﴿ونبلوكم بالشر والخير﴾ أي: نختبركم بالفقر والغنى، والصحة والمرض، وغير ذلك من أحوال الدنيا؛ ليظهر الصبر على الشر، والشكر على الخير، أو خلاف ذلك. [تفسير ابن جزي: ٢/٣٦].