خطورة تعيير الآخرين بذنوب تابوا منها
قال الحسن البصري رحمه الله: كانوا يقولون: من رمى أخاه بذنب قد تاب إلى الله عز وجل منه؛ لم يمت حتى يبتليه الله به.
قال الحسن البصري رحمه الله: كانوا يقولون: من رمى أخاه بذنب قد تاب إلى الله عز وجل منه؛ لم يمت حتى يبتليه الله به.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة: 222.
تأنيسًا لقلوب المتحرّجين من معاودة الذنب بعد توبة منه، أي: ومن معاودة التوبة بعد الوقوع في ذنب ثان؛ لما يخشى العاصي من أن يكتب عليه كذبة كلما أحدث توبة وزل بعدها فيُعدّ مستهزئًا، فيسقط من عين الله ثم لا يبالي به، فيوقفه ذلك عن التوبة.
قال طلق بن حبيب رحمه الله: إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن تُحصى، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين.
قال علي بن أبي طالـب رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنَّ الخير أن يكثر عملك، ويعظم حِلمُك، وأن تباري الناس في عبادة الله، وإذا أحسنت حمدتَّ الله، وإذا أسأت استغفرت الله.
ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوبًا فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات.
قال الإمام النووي رحمه الله: لو تكرر الذنب مائة مرة، أو ألف مرة، أو أكثر، وتاب في كل مرَّة قُبِلَتْ توبته، وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليس من شرط المتقين ونحوهم ألّا يقع منهم ذنب، ولا أن يكونوا معصومين من الخطأ والذنوب؛ فإن هذا لو كان كذلك لم يكن في الأمة متّقٍ، بل من تاب من ذنوبه دخل في المتقين، ومن فعل ما يُكفِّر سيئاته دخل في المتقين.
قال ابن كثير رحمه الله:
«قال الجمهور من العلماء: طريقُ المغتاب في توبته أن يُقْلِع عن ذلك، ويعزم على ألا يعود، وأن يتحلّل مِن الذي اغتابه، وقال آخرون: لا يشترط أن يتحلّله، فإنه إذا أعلمه بذلك ربَّما تأذَّى أشد مِمَّا إذا لم يعلم بما كان منه، فطريقه إذًا أن يُثْنِي عليه بما فيه في المجالس التي كان يذمّه فيها، وأن يَرُدّ عنه الغيبة بحسبه وطاقته، فتكون تلك بتلك»
قال ابن حجر رحمه الله:
“ويقتضي الإيمان بأمور الآخرة أن ليس للعقل فيها مجال، ولا يُعْتَرَض عليها بعقلٍ ولا قياسٍ ولا عادة، وإنما يُؤْخَذ بالقبول ويدخل تحت الإيمان بالغيب، ومَن توقَّف في ذلك دلَّ على خسرانه، وحرمانه، وفائدة الإخبار بذلك أن ينتبه السامع فيأخذ في الأسباب التي تُخلّصه من تلك الأهوال، ويبادر إلى التوبة من التَّبِعَات، ويلجأ إلى الكريم الوهّاب في عونه على أسباب السلامة، ويتضرّع إليه في سلامته من دار الهوان، وإدخاله دار الكرامة بمنِّه وكرَمه”.
قال بكر المزني رحمه الله: “لقيت أخًا من إخواني من الضعفاء؛ فقلت: يا أخي!، أوصني، قال: ما أدري ما أقول، غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر عن الحمد والاستغفار؛ فإن ابن آدم بين نعمةٍ وذنبٍ، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار. قال: فأَوْسِعْنِي علمًا ما شئتَ.
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال ابن القيم رحمه الله: “من أعظم عِلاجات الأمراض: فِعل الخير والإحسان، والذِّكر، والدعاء، والتّضرُع والابتهال إلى الله، والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشِّفاء أعظم مِن الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها، وعقيدتها في ذلك ونفعه” (زاد المعاد ٤/١٣٢).[/box] تحميل التصميم تحميل نسخة النشر الإلكتروني تحميل نسخة … اقرأ المزيد
قال شقيق البلخي رحمه الله (ت ١٩٤):
“”تفسير التوبة: أن ترى جرأتك على الله، وترى حلم الله عنك””.
(طبقات الصوفية، ص٦٥).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“”وَلَيْسَت التَّوْبَة من فِعْل السَّيِّئَات فَقَط كَمَا يظنّ كثير من الْجُهَّال، لَا يتصورون التَّوْبَة إِلَّا عَمَّا يَفْعَله العَبْد من القبائح كالفواحش والمظالم، بل التَّوْبَة من ترك الْحَسَنَات الْمَأْمُور بهَا أهم من التَّوْبَة من فعل السَّيِّئَات الْمنْهِي عَنْهَا؛ فَأكْثر الْخلق يتركون كثيرًا مِمَّا أَمرهم الله بِهِ من أَقْوَال الْقُلُوب وأعمالها وأقوال الْبدن وأعماله وَقد لَا يعلمُونَ أَن ذَلِك مِمَّا أمروا بِهِ”” [جامع الرسائل ١/ ٢٢٨].