الأقربون أولى بالمعروف
قال ابن عبد البر -رحمه الله-:
“من قلَّ خيره على أهله، فلا ترجُ خيره”.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-:
“من قلَّ خيره على أهله، فلا ترجُ خيره”.
س- ما الإحسان؟
ج- “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك”.
يقول الأديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
رأيت ابنتي البارحة تأخذ قليلاً من الفاصوليا والأرز.. ثم وضعتها في صينية نحاس، وأضافت إليها الباذنجان والخيار وحبات من المشمش..
وهمَّت خارجةً.. فسألتها: لمن هذا؟
فقالت: إنه للحارس.. فقد أمرتني جدّتي بذلك..
فقلت: أحضري بعض الصحون.. وضعي كل حاجة في صحن .. ورتّبي الصينية.. وأضيفي كأس ماء ومعه الملعقة والسكين …
ففعلت ذلك ثم ذهبت ..
وعند عودتها سألتني لِمَ فعلت ذلك؟
فقلت: إن الطعام صدقة “”بالمال”” ..
أما الترتيب فهو صدقة “”بالعاطفة””..
والأول يملأ البطن.. والثاني يملأ القلب..
فالأول يُشْعِر الحارس أنه مُتسوّل أرسلنا له بقايا الأكل..
أما الثاني فيُشْعِره أنه صديق قريب أو ضيف كريم..
وهناك فرق كبير بين عطاء المال وعطاء الروح ..
وهذا أعظم عند الله وعند الفقير ..
فليكن إحسانكم ملفوفًا بكرم ومحبة.. لا بذل ومهانة.
قال رسول الله ﷺ: “”خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ”” (أخرجه الترمذي 3895، وصححه الألباني).
قال الإمام مالك رحمه الله:
“”ينبغي للرجل أن يُحسن إلى أهل داره حتى يكون أحب الناس إليهم””.
قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ البَصْرِيّ: إِنَّ عِنْدِي ابْنَةً لِي وَقَدْ خُطِبَتْ إِلَيَّ فَمَنْ أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: “”زَوِّجْهَا مَنْ يَخَافُ اللَّهَ؛ فَإِنْ أَحَبَّهَا أَكْرَمَهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَمْ يَظْلِمْهَا””. (رواه ابن أبي الدنيا في كتاب النفقة على العيال).
قال الله تعالى: { فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ } [المجادلة: 11].
“”تدل على أن كل مَن وسَّع على عباد الله أبواب الخير والراحة؛ وسَّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة “” (الإمام الرازي رحمه الله).
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “”إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرملوا في الغزوِ أو قلَّ طعامُ عيالِهم بالمدينةِ؛ جمعوا ما كانَ عندَهم في ثوبٍ واحدٍ، ثمَّ اقتسموهُ بينَهم في إناءٍ واحدٍ بالسَّويَّةِ؛ فَهم منِّي وأنا منْهم”” (صحيح البخاري ٢٤٨٦).
من أهداف الصيام:
1- تحقيق تقوى الله في الاستجابة لأمره والانقياد لشرعه.
2- تعويد النفس على الصبر، وتقوية الإرادة في التغلُّب على الشهوات.
3- تعويد الإنسان على الإحسان ومواساة المحتاجين والفقراء.
4- تحقيق راحة الجسم وعافيته في الصيام.
كان من هدي رسول الله ﷺ في رمضان: الإكثار من العبادات؛ فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يُكثر فيه الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذِّكر، والاعتكاف، وكان يخصّ رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفّر ساعات ليله ونهاره على العبادة.
[ابن القيم بتصرف]