سبب كل صلاح في الأرض وسبب كل شر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“ومَن تَدَبَّرَ أحْوالَ العالَمِ وجَدَ كُلَّ صَلاحٍ فِي الأرْضِ فَسَبَبُهُ تَوْحِيدُ اللَّهِ وعِبادَتُهُ وطاعَةُ رَسُولِهِ ﷺ. وكُلُّ شَرٍّ فِي العالِمِ وفِتْنَةٍ وبَلاءٍ وقَحْطٍ وتَسْلِيطِ عَدُوٍّ وغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَسَبَبُهُ مُخالَفَةُ الرَّسُولِ ﷺ والدَّعْوَةُ إلى غَيْرِ اللَّهِ. (مجموع الفتاوى 15/25)

أعظم محبة وأكملها وأتمها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“ولَيْسَ لِلْخَلْقِ مَحَبَّةٌ أعْظَمُ ولا أكْمَلُ ولا أتَمُّ مِن مَحَبَّةِ المُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ، ولَيْسَ فِي الوُجُودِ ما يَسْتَحِقُّ أنْ يُحَبَّ لِذاتِهِ مِن كُلِّ وجْهٍ إلّا اللَّهُ تَعالى. وكُلُّ ما يُحِبُّ سِواهُ فَمَحَبَّتُهُ تَبَعٌ لِحُبِّهِ؛ فَإنَّ الرَّسُولَ ﷺ إنّما يُحَبُّ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُطاعُ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُتَّبَعُ لِأجْلِ اللَّهِ”

العبد بين نعمة يحتاج فيها إلى شكر، وذنب يحتاج فيه إلى الاستغفار

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“العَبْدُ دائِمًا بَيْنَ نِعْمَةٍ مِن اللَّهِ يَحْتاجُ فِيها إلى شُكْرٍ، وذَنْبٍ مِنهُ يَحْتاجُ فِيهِ إلى الِاسْتِغْفارِ، وكُلٌّ مِن هَذَيْنِ مِن الأُمُورِ اللّازِمَةِ لِلْعَبْدِ دائِمًا؛ فَإنَّهُ لا يَزالُ يَتَقَلَّبُ فِي نِعَمِ اللَّهِ وآلائِهِ، ولا يَزالُ مُحْتاجًا إلى التَّوْبَةِ والِاسْتِغْفارِ. ولِهَذا كانَ سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ وإمامُ المُتَّقِينَ مُحَمَّدٌ ﷺ يَسْتَغْفِرُ فِي جَمِيعِ الأحْوالِ”

مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً”

ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: يا رسولَ اللَّهِ دلَّني على عَملٍ إذا أَنا عَمِلْتُهُ أحبَّني اللَّهُ وأحبَّني النَّاسُ.
فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: ” ازْهَدْ في الدنيا يُحبَّكَ اللهُ، وازهدْ فِيما في أيدِي الناسِ يُحبَّكَ الناسُ” (صحيح ابن ماجه ٣٣٢٦).
قال الشيخ الفوزان:
“الزهد هو الترك؛ يعني اترك الدنيا، وليس المراد أن تترك ما تحتاج إليه وما تستغني به من طلب الرزق، والكسب الحلال هذا منهي عنه، لكن اترك ما لا حاجة لك به. فالمسلم يجمل في طلبه، ولا يحرص حرصًا شديدًا على الدنيا وعنده ما يُغنيه” (المنحة الربانية ص٢٤٤).

خطورة اللسان

‏قال ابن القيم رحمه الله:
“ومن العجب أنّ الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرّم وغير ذلك،
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجلَ يُشار إليه بالدِّين والزهد والعبادة،‏.. وهو يتكلّم بالكلمات من سخط الله، لا يُلقي لها بالًا، يزِلّ بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب.
وكم ترى من رجل متورعِّ عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول. (الداء والدواء 1/٣٦٦).

في الآيات الكونية رسائل ربانيَّة

قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}[الإسراء:59]
“المقصود منها التخويف والترهيب ليرتدعوا عن ما هم عليه”. (السعدي رحمه الله).

كفالة الغني القوي العزيز الرحيم

قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
“وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له” (السعدي رحمه الله).

افعل كُلُّ ما يُصْلحك لله ويقربك منه

قال البرقاني: قلتُ لأبي الحسين بن سمعون: أيها الشيخ: تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك لها، وتلبس أحسن الثياب، وتأكلُ أطيبَ الطعام، فكيف هذا؟
فقال: كُلُّ ما يُصْلحك لله فافعله، إذا صَلَحَ حالك مع الله، بلبس ليِّن الثياب، وأكل طيِّب الطعام فلا يضُرُّك” (طبقات الحنابلة لأبي يعلى ٣/٢٧٩).

شرف أصحاب الحديث

قال الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء:71].
قال بعض السلف: “هذا أكبر شرفٍ لأصحاب الحديث؛ لأن إمامهم النبي ﷺ” (تفسير ابن كثير ٥/٩٩).

‏من أسرار التصريح باسم آدم عليه السلام

قال الله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِين}[الأعراف:22]
قال الإمام أبو حيان رحمه الله:
“في قوله {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا} نكتة لطيفة، وهي أنه لما كان وقت الهَناء شُرِّفَ بالتصريح باسمه في النداء، فقيل: {وَيَا آدم اسكن}[البقرة:35]، وحين كان وقت العِتاب أخبرَ أنه ناداه، ولم يصرِّح باسمه” (البحر المحيط ٥/٢٨).