فضائل يوم عيد الأضحى
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
عَنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ ويَوْمِ النَّحْرِ أيُّهُما أفْضَلُ؟
فَأجابَ: يَوْمُ الجُمْعَةِ أفْضَلُ أيّامِ الأُسْبُوعِ
ويَوْمُ النَّحْرِ أفْضَلُ أيّامِ العامِ.
(مجموع الفتاوى ٢٥/ ٢٨٩).
سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
عَنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ ويَوْمِ النَّحْرِ أيُّهُما أفْضَلُ؟
فَأجابَ: يَوْمُ الجُمْعَةِ أفْضَلُ أيّامِ الأُسْبُوعِ
ويَوْمُ النَّحْرِ أفْضَلُ أيّامِ العامِ.
(مجموع الفتاوى ٢٥/ ٢٨٩).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إنَّ أعْظَمَ الأيّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ» (أخرجه أبو داود (١٧٦٥)، والنسائي (٤٠٨٣)، وصححه الألباني).
«يومُ النَّحْرِ» وهو عاشرُ ذي الحِجَّةِ يوم عيد الأضحى.
«يَومُ القَرِّ»، وهو ثاني يومِ النَّحْرِ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّ الحَجيجَ يَقِرُّونَ فيه بمِنًى بعدَما أدَّوْا أعمالَهُمْ.
“إنّ أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام: تحقيق الإخلاص لله تعالى في جميع العبادات، قال بعضهم: الإخلاص هو ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله تعالى، ولا مُجَازٍ سواه” (نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ﷺ ٢/ ١٢٤).
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما مِن أيّامٍ العَمَلُ الصّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى اللَّهِ مِن هَذِهِ الأيّامِ العَشْرِ»، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ولا الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ ومالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِن ذَلِكَ بِشَيْءٍ» (أخرجه البخاري ٩٦٩، والترمذي ٧٥٧).
قال ابن رجب رحمه الله:
“العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره.. ودل هذا الحديث على أن العمل في أيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده” (لطائف المعارف ص ٤٥٨).
أقسم الله عز وجل بهذه الليالي العشر الأول من شهر ذي الحجة فقال تعالى: {والفَجْرِ ولَيالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر:1- 2).
قال ابن كثير: “واللَّيالِي العَشْرُ: المُرادُ بِها عَشَرُ ذِي الحِجَّةِ. كَما قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وابْنُ الزُّبَيْرِ، ومُجاهِدٌ، وغَيْرُ واحِدٍ مِنَ السَّلَفِ والخَلَفِ (تفسير ابن كثير ٨/ ٣٩٠).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“إِنَّ أَسْرَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ أَسْرِ الْبَدَنِ، وَاسْتِعْبَادَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ اسْتِعْبَادِ الْبَدَنِ؛ فَإِنَّ مَنْ اُسْتُعْبِدَ بَدَنُهُ وَاسْتُرِقَّ لَا يُبَالِي إذَا كَانَ قَلْبُهُ مُسْتَرِيحًا مِنْ ذَلِكَ مُطْمَئِنًّا بَلْ يُمْكِنُهُ الِاحْتِيَالُ فِي الْخَلَاصِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ الْقَلْبُ الَّذِي هُوَ الْمَلِكُ رَقِيقًا مُسْتَعْبَدًا مُتَيَّمًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَهَذَا هُوَ الذُّلُّ وَالْأَسْرُ الْمَحْضُ وَالْعُبُودِيَّةُ لِمَا اسْتَعْبَدَ الْقَلْبَ”
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“وَأَمَّا الشَّكْوَى إلَى الْخَالِقِ فَلَا تُنَافِي الصَّبْرَ الْجَمِيلَ.. وَكُلَّمَا قَوِيَ طَمَعُ الْعَبْدِ فِي فَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ وَرَجَائِهِ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَدَفْعِ ضَرُورَتِهِ قَوِيَتْ عُبُودِيَّتُهُ لَهُ وَحُرِّيَّتُهُ مِمَّا سِوَاهُ؛ فَكَمَا أَنَّ طَمَعَهُ فِي الْمَخْلُوقِ يُوجِبُ عُبُودِيَّتَهُ لَهُ فَيَأْسُهُ مِنْهُ يُوجِبُ غِنَى قَلْبِهِ عَنْهُ”.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“وَاَللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ (الْهَجْرَ الْجَمِيلَ) و(الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) و(الصَّبْرَ الْجَمِيلَ)؛ وَقَدْ قِيلَ: إنَّ “الْهَجْرَ الْجَمِيلَ” هُوَ هَجْرٌ بِلَا أَذًى. وَالصَّفْحَ الْجَمِيلَ صَفْحٌ بِلَا مُعَاتَبَةٍ. وَالصَّبْرَ الْجَمِيلَ صَبْرٌ بِغَيْرِ شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ”
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“كُلُّ مَن تَحَرّى الصِّدْقَ فِي خَبَرِهِ، والعَدْلَ فِي أمْرِهِ؛ فَقَدْ لَزِمَ كَلِمَةَ التَّقْوى. وأصْدَقُ الكَلامِ وأعْدَلُهُ قَوْلُ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فَهُوَ أخَصُّ الكَلِماتِ بِأنَّها كَلِمَةُ التَّقْوى”
قال ابن القيم رحمه الله:
“قالَ شَيْخُ الإسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ – قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ – والفَقْرُ والغِنى ابْتِلاءٌ مِنَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ. كَما قالَ تَعالى: ﴿فَأمّا الإنْسانُ إذا ما ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأكْرَمَهُ ونَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أكْرَمَنِ * وأمّا إذا ما ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أهانَنِ﴾ [الفجر: ١٥-١٦]؛ كَلّا أيْ لَيْسَ كُلُّ مَن وسَّعْتُ عَلَيْهِ وأعْطَيْتُهُ: أكُونُ قَدْ أكْرَمْتُهُ، ولا كُلُّ مَن ضَيَّقْتُ عَلَيْهِ وقَتَّرْتُ: أكُونُ قَدْ أهَنْتُهُ، فالإكْرامُ: أنْ يُكْرِمَ اللَّهُ العَبْدَ بِطاعَتِهِ، والإيمانِ بِهِ، ومَحَبَّتِهِ ومَعْرِفَتِهِ. والإهانَةُ: أنْ يَسْلُبَهُ ذَلِكَ.. ولا يَقَعُ التَّفاضُلُ بِالغِنى والفَقْرِ، بَلْ بِالتَّقْوى، فَإنِ اسْتَوَيا فِي التَّقْوى اسْتَوَيا فِي الدَّرَجَةِ”.